آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:14ص

القادري مات…!

الخميس - 22 يوليه 2021 - الساعة 05:39 م

محمد جميح
بقلم: محمد جميح
- ارشيف الكاتب


 

عندما يموت القادري بن عبدالله عطية تتمنى لو كان الموت رجلاً تستطيع ملاقاته والانتقام منه…

 

لحظة ضعف تعتريك، لتتمالك نفسك بعدها، وتدرك أن الموت ليس رجلاً، لكنه قاهر الرجال، وهو القدر المحتوم على الحياة، ثم تلوذ بإيمانك أن الموت مجرد محطة…

 

الحياة دائرة، والموت ليس محطتها الأخيرة، إنه همزة الوصل بين الحياة الروحية الخالدة والحياة المادية الفانية…

الحياة ليست خطأً مستقيماً له بداية ونهاية، بل محيط دائرة، تمثل كل نقطة فيه نهاية وبداية في الوقت ذاته…

وغداً نلقى القادري ونحكي - معاً - لله ما فعلته بنا الأيام…

 

مات الحبيبُ فكان قلبي قبرَهُ

وعصرتُ فوق ترابهِ أعصابي

 

من كان يشكو من فراق خليلهِ

حياً فمن أحببتُ تحت تُراب

 

يا ليتهُ ما زال حياً نائياً

وأنا أقول سألتقي أصحابي

 

لكنه هجر الحياة جميعَها

ومضى مضيَّ الريح دون إياب

 

أخي وابن عمي …

رفيق الطفولة وصديق الدراسة في ذمة الله…

القادري "هتفة" الصاحب وسند الصديق يترجل في منتصف الطريق، وهو الذي ليس من عادته القبول بأنصاف الحلول وأنصاف المشاوير…!

 

أرسلت -قبل أسابيع - أعزيه في ابن العم محمد عبدالقادر، فرد: يا كَسْر ظهري عليك يا محمد…!

ثم لحظت صورة ابن عمه مُعلّقةٌ على الواتساب…

والبارحة، أرسلت للقادري تهنئة بالعيد على أمل أن يقرأها بعد أن اطمأن قلبي على حالته الصحية…

واليوم، افتح الواتس لأجد الرسالة مُعلّقةٌ بين الموت والحياة، وعندما رأيت صورته على حالات الواتس، برز الموت ماثلاً بين عينيّ…

إنه الموت، يجعلنا أكثر حزناً، لكن أكثر حكمة وزهداً في الحياة…

 

الرحمة لروحك يا قادري…

والجنة مأواك بإذن الله…

وإنا لله وإنا إليه راجعون