آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:18م

رجل الوسطية والاعتدال في زمن الحرب والاقتتال .. الدكتور المخلافي نموذجاً

الخميس - 22 يوليه 2021 - الساعة 01:37 ص

عبدالملك ألصوفي
بقلم: عبدالملك ألصوفي
- ارشيف الكاتب


شارك في إنشاء الخلايا العسكرية الأولى في مقاومة الانقلاب الحوثي، وساهم في عدد كبير من الفعاليات الوطنية الرافضة للتدخلات الخارجية داخل اليمن عامة ومدينة تعز خاصة، إذ لم يكن منقطعاً عن سياق متصل من المقاومة، بل اتكأ على تاريخ طويل من الثقة المتبادلة بين الوسطية والاعتدال وجميع المواطنين في تعز .

رجل جمع بين السياسة والإنسانية، فالتفت حوله جموع غفيرة، واعتبره أبناء تعز قائداً سياسيًا وعسكريًا ورمزاً وطنياً يسيرون خلفه – باطمئنان – وثقة”… الدكتور عبدالقوي المخلافي رجل الوسطية والاعتدال في زمن الحرب والاقتتال.

عقب انقلاب الحوثيين على السلطة في ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ شرع المخلافي بتعبئة الروح الثورية في قلوب الناس وحرض مع مجموعة من الأحرار والمشائخ والقادة على قيام أول حركة رفض ضد الانقلاب الحوثي على السلطة الشرعية في سنوات ما بعد النكبة، وعمل جاهداً على تقوية ودعم مشروع المقاومة الشعبية كمنصة سياسية تقبل الآخر ولا تحتكر قضيةالتحرير .

على وقع هذه الصدمات تفتحت عينا عبدالقوي المخلافي ، الرجل الذي سيظل لأكثر من نصف قرن من عمره واهباً نفسه ووقته لإحياء قضية وطنه في نفوس بني جلدته، وليس ثمة شك في أن المخلافي لا يجسد أيقونة النضال في تعز وحسب، بل لا يجب أن ينظر إليه من هذا المنظار فقط، فهو جزء من تاريخ مدينة" تعز "في أحلك سنواتها وأشدها قتامة وصعوبة، 
بداً من الفترة التي جاءت بها مليشيا الحوثيين، مروراً بالدفاع عن مشروع الدولة الاتحادية، ووصولًا إلى دعوة المواطنين للنفير العام وتحريك كافة جبهات القتال مع أبرز القادة العسكريين.

وكما أن الثورة التي تأتي في إطار المقاومة المشروعة لتحتضن " تعز " وتتوحَّد معهاوتجرف أنقاض الأنظمة القديمة  ومشروع الاحتلال الحوثي فإن الشعب اليمني منذ بداية تاريخه النضالي مايزال يخوض صراعاً على الحاضر
لاسيما أن وجود أعدائهم  لم يكن إِلَّا احتلالاً لليمن في زمنٍ  يلبسُ فيه حولنَا ثوبَ الحِداد ولم يكن الموجود فيهم إلاَّ شبحٍ كهنوتي محتل يقتضي تطهير مدينة تعز منه .. فلم ينس أحد قصَّته لا ماضيه صبراً ولا حاضره حلمًا، فما زال الدفاع عن حقوق المواطنة مرتبطاً بالدفاع عن حق التحرير والسيادة، وما زال المواطن اليمني في منأى عن أي موقف حكومي جاد ! فـ تعز ليست  رهناً للحرب ولا تعديلاً للتفاوض بل هي جزء شاسع تشكل موضع القلب لليمنيين.

وللتأبين طقس دائم يبدأ باستعمال فعل الماضي الناقص كان . . ومايزال الدكتور عبدالقوي المخلافي " الفصل الأشرف والأطول في حياتنا وهو يجسد بإسمه معنى المدينة الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة إلى فكرة الدولة إلى واقع تأسيسها المتعثِّر ، وكان الناظرُإلى الغد والعميقُ الإيمان بالتعددية الثقافية والدينية.