آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:58ص

العيد والريال الجديد! 

الأربعاء - 21 يوليه 2021 - الساعة 05:24 م

عبدالله فيصل باصريح
بقلم: عبدالله فيصل باصريح
- ارشيف الكاتب


 

 

بقلم: عبدالله فيصل باصريح

 

منذ أيام كنتُ في دردشة على الفيس بوك مع أحد الأصدقاء من مصر، تبادلنا التحية، والسؤال عن الحال، ثم سألني عن الجديد، فأخبرته عن تداول خبر وصول طبعة جديدة من العملة المحلية من الفئة (الكبيرة)، وبعد ذلك قمت بشرح له ماذا اقصد بالفئة (الكبيرة). أخبرته أن العملة القديمة ملك المناطق التي تحت سيطرة الحوثيين، بينما الطبعة الجديدة الهزيلة ملك المناطق المسمى بـ(المحررة) التي تحت سيطرة الشرعية. 

بعد أن تجاذبنا الحديث في دهاليز الإقتصاد، سألني سؤال كنتُ انتظره، ما فائده الطبعة الأخيرة التي قامت بها الشرعية؟ أجبته بما أن الشرعية قامة بطباعة عملة مشابهة للعملة التي هي متداولة في مناطق الميليشيات، يبدو أن الفائدة التي تريد أن تحققها الشرعية من ذلك هي سحب المناطق الخاضعة تحت سيطرة الميليشيا إلى التضخم الإقتصادي الذي تعيشه المناطق (المحررة)، وذلك طبعاً سيودي إلى إنهيار العملة في المناطق المحررة؛ لأن العملة منهارة قبل طباعة العملة الأخيرة، ولأن وضع العملة في المناطق المحررة متدهور جدًا، أثر ذلك سلبًا على المناطق المحررة، ونتج عن ذلك إرتفاع سعر الصرف مقابل العملات الأجنبية بشكل كبير.

بعد كل فترة وفترة تظهر لنا الشرعية النائمة بقرار طباعة طبعة جديدة من العملة المحلية، وكأن هناك مخطط لغرق المحافظات المحررة بتضخم إقتصادي، والتسبب في حدوث كارثة إقتصادية، ومن المعلوم أن هناك قاعدة اقتصادية بسيطة جداً تقول "كل ما زاد العرض قل الطلب" وتعني هذه القاعدة هنا أنه كلما زادت العملة في السوق قلة قيمتها. وما يحدث الآن من إنهيار للعملة ينذر باقتراب مجاعة وأزمة هي الأسوأ على مر السنوات الأخيرة. وكأن حكومة الشرعية لا تمتلك كوادر إقتصادية لإدارة الأزمات، وما يثبت ذلك اتخاذها للكثير من القرارات الغير مدروسة، ومعانات الشعب الذي يتضور جوعًا، ويكتوي بارتفاع الأسعار، بالمقابل انتفاخ بطون المسؤولين، وارتفاع رصيد حساباتهم البنكية.

 

   كل عام وأنتم بخير