آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:04ص

جمال العيد !!

الثلاثاء - 20 يوليه 2021 - الساعة 11:43 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


كم هو جميل العيد في الريف.. 
هناك حيث لطافة الاجواء وبساطة الناس, وحركة الانعام , واصوات العصافير تغرد بصوتها الصداح مع طلوع الفجر الساطع !!

لقد سعدت كثيراّ بمشاركتي أهلي وأحبائي وأبناء قريتي الرائعة الجميلة فرحة العيد وطغوسه وعادته .
ومن تلك الطغوس والعادات التي يقوم بها أهالي قريتي المسماه ( كبران ) عقيب أداء صلاة العيد وخطبته  يتحلق جميع المصلين في جنبات المسجد لتبدأ عملية المصافحة حيث يتحرك الجميع كحبات سبحة انتظت في خيط رفيع ...فيمرون على بعضهم البعض  تتعانق أرواحهم وتمتزج قلوبهم وتلتقي أجسامهم وتتشابك أياديهم فيتبادلون القبلات ويقدمون التهاني والتبريكات بقدوم العيد  ..

وما أن ينتهوا من هذا المشهد الرائع     
البديع الجميل حتى يتوجهوا  إلى زيارة المقبرة القريبة من المسجد وهم يرددون أناشيد روحانية بأنغام رائعة جميلة وبصوت جماعي ..

يا أرحم الراحمين 
يا أرحم الراحمين
يا أرحم الراحمين 
فرج على المسلمين

فيتواثب الاطفال هنا وهناك مشكلين حلقة دائرية حول الكبار  مرددين
النشيد بأصواتهم الشجية ..ليضفوا على
المشهد روحانية تعانق السماء !!
وفي ختام النشيد يتوجه الامام بالدعاء والتضرع والابتهال للخالق سبحانه وتعالى بما تيسر له من الادعية المأثورة , ثم يتوجه الجميع لزيارة الاهل والارحام والمرضى وكبار السن في القرية 
حيث تتحول القرية إلى حركة تشبه حركة خلية نحل في نشاطها ..
فيعم الفرح والسرور والابتهاج وتشاع إجواء الألفة والمحبة والرحمة والاخوة كل جنبات القرية 

فكم أنت  جميل أيها العيد 
وكم أنت رائع برسالتك السامية التي تحملها معك 
لتفرضها على الكل ...
فيبتسم العابس , ويفرح المحزون , ويسعد المكلوم
وينسى الجميع ولو لتلك اللحظات تفاهات الدنيا 
ونتنها وقبحها
حيث يستظل الجميع بأجواءه البديعة ويستنشقون عبيره الفواح 
ويستروحون أفياءه الندية 

فانعم بها من مناسبة عظيمة !!