آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:17ص

ماهو السر وراء صمت الهيئة العسكرية الجنوبية وقبولها بسياسة التجويع

السبت - 17 يوليه 2021 - الساعة 12:29 ص

العميد ركن مساعد الحريري
بقلم: العميد ركن مساعد الحريري
- ارشيف الكاتب


من أولويات الهيئة العسكرية الجنوبية  توفير العيش الكريم للمنتسبي القوات الجنوبية والامن للمسرحين من اعمالهم وكذاء ابطال المقاومة الجنوبية صناع النصر والتحرير.
 ومن ثم الحفاظ على تثبيت الامن والدفاع عن الوطن الجنوبي 
وتحقيق العدل والمساواه بين كافة فئات المجتمع وفق حرية ينظمها القانون دون تفرقة بين قوي وضعيف أو تجاوزات لمن يملك زمام الأمور.

فقد ذكر المولى عزّ وجل في محكم كتابه الأمين مقدما الإطعام على الأمن في قوله سبحانه تعالى ..
(والذي أطعمهم من جوعٍ وآمنهم من خوف) 
صدق الله العظيم

هذا إن كانت فعلا مسترشدة حقاً بذلك القول الكريم نصاً وروحاً.. وملتزمة بمسئؤلية تكليف تلك القوات لها المبني على ارادة الأغلبية .. وتخشى عند ساعة جرد الحساب وسباق الإستحقاق الدوري للتدوال أن يسحب عنها ذلك التفويض ليذهب الى غيرها.
خاصة بعد ان اكتسح الجوع تلك القوات ونسمع يوميا عن موت العشرات من الجنود والصف والضباط بسب عدم حصولهم على لقمة عيش يسدو بها رمقهم هم واسرهم .

في ظل صمت الهيئة العسكرية الجنوبية التى لاتحرك ساكن .
مما يدل على انها قبلت بسياسية التجويع التى ادخلتها حكومة الشرعيه كسلاح جديد لفرض شروطها وتحقيق اهدافها .
 
فما نشهده من تصاعد في فورة جنون الدولار الذي هزم عملة الريال من الجولة الأولى في حلبة الإنقاذ التي دفعت به الى معترك غير متكافي الوزن ولا الإعداد اللازم للمنازلة .. فظلت قبضات الورقة الخضراء تزيد من لكماتها في وجه ورقتنا الهزيلة التي كانت تترنح في بقية الجولات .. وقد غطت دماء الأصفار النازفة من عروقها صفحة ملامحها القديمة ولم تنفع حيال تشوهاتها كل جراحات الخبراء المتعاقبين ولا مساحيق التجميل الفاقدة الصلاحية 

بينما ينطلق الآن وحش الغلاء الفاحش دونما كابح يستطيع الحد من جموحه أوحتى معرفة نهاية الطريق التي يقف عندها ..!
فلم تعد المسألة مفهومة لدى الانسان  المطحون بين عجلات ذلك الإنفلات في اسعار كل السلع من الروتي والكبريت الى كافة ضرورات الحياة اليومية .
الكسيحة عند نقطة العدم وبين عجز الحكومة عن فعل شيء في هذا الصدد

ما نشهده كما يبدو من تدهور مريع النظرات وسريع الخطوات نحو مرحلة العجز التام عن مواكبة هذا الإنهيار الفظيع ..ماهوإلا مناظر الشريط الذي سيعقب زيادة أسعار المزيد من السلع الضرورية ومنها المحروقات. وغيرها

 يتهاوى حيال ذلك الزلزال القادم عليه !
وهكذا دائماً يكون مصير من يركب خيول الوهم وينطلق بها في فضاءات طمأنينته بأنه بات في مأمن حصين من فرضية السقوط.. وهو لايعلم أنها أجنحة واهية الريش تدور به في ارتفاعات الفراغ الطويلة وفوق سروج خياله ..وهو يهز أرجل غيبوبته حتى يسقط من علياء قفزته في ظلام المشوار ليجد نفسه محطم الأطراف عند نقطة البداية التي لم يغادرها قيد أنملة !