آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-12:35ص

بين مقابلة اليدومي مع بلا حدود وتغريدته الأخيرة 

الجمعة - 16 يوليه 2021 - الساعة 07:19 م

د.عادل الشجاع
بقلم: د.عادل الشجاع
- ارشيف الكاتب


 

 

كان محمد اليدومي دقيقا في إجابته على أحمد منصور في برنامج بلا حدود حينما سأله عن ما قاله علي عبدالله صالح بأنه استخدمهم ككرت ثم رماهم ، فأجاب اليدومي بأن علي عبدالله صالح هو الكرت الذي لعب به بدليل أنه الآن خارج السلطة ومجرد منها ، وكان أكثر دقة حينما أجاب على سؤال العلاقة بين حزب الإصلاح والحوثيين قال بأن هناك تعاون بينهم وينسقوا فيما بينهم لحل أي مشكلة تواجههم ، وفي تغريدته الأخيرة رمى بكل الحمولة على الرئيس علي عبدالله صالح وأخلى مسؤلية الإصلاح والتحالف الذي اختطف قرار الشرعية .

 

أنا هنا لست بصدد الدفاع عن علي عبدالله صالح ولست بصدد الهجوم على اليدومي ، لكنني أردت أن أقول لليدومي كما قال المسيح عليه السلام لأصحابه وقد تجمعوا لرمي امرأة أخطأت ، من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ، خاصة وأننا أمام عصابة لم تحرم خصومها من الحياة ، بل أحرمتهم حتى من الممات ، فحتى الآن لا نعرف أين هو جثمان الرئيس علي عبدالله صالح الذي أقدمت على قتله وإخفاء جثته ومثله اليدومي وكل اليمنيين الذين لهم موقف من هذه العصابة الإرهابية محرم عليهم العودة إلى اليمن أحياء أو أموات ، فنحن أمام عصابة تهدف إلى إلغاء وجود اليمنيين على أرضهم أحياء أو أموات .

 

لا يستطيع اليدومي أن يزور أيا من أقاربه إذا حل به المرض ولن تسمح عصابة الحوثي لجثمانه بالعودة إذا ما حل أمر الله وكل الذين وجدوا أنفسهم في الخارج بفعل هذه العصابة من الإصلاحيين والمؤتمريين لن يستطيعوا العودة أحياء أو أموات مالم يتم توحيد البندقية إلى صدرها وتجاوز الماضي للذهاب نحو المستقبل ، وإذا استحضرنا الماضي فإننا نستحضره للوقوف على الأخطاء وتصحيحها وليس تبرئة النفس منها .

 

لقد استفاد الحوثي من شتات المؤتمر والإصلاح واستفاد من عدائهما لبعضهما البعض محققا بذلك أهدافا كثيرة ، فقد أنقذته هذه الخلافات من مأزقه أمام الشعب اليمني الذي وعده بإسقاط الجرعة وتحسين معيشته ، لكنه اتكأ بعد ذلك على الخلافات التي أسقطت الدولة وكشفت ظهر القواعد الحزبية وجعلتها منصاعة للحوثي دون رغبة منها .

 

لم تحسب قيادات المؤتمر والإصلاح حسابا للركام الذي ستحدثه خلافاتها والتي ستؤدي إلى سقوط الدولة ومؤسساتها وسقوط الجمهورية ولم تدرك هذه القيادات بأنها تخصخص الخسائر وتؤمم الأرباح لصالح الحوثي ، وها نحن اليوم أمام كلفة باهضة للحسابات الخاطئة تدفعنا إلى التساؤل عن البدائل الممكنة التي توفق بين الذود عن الحقوق اليمنية وبين تفادي مزيد من المغامرات الصبيانية التي لا تنتج سوى مزيد من ضياع الدولة وتمزيق الصف الجمهوري .

 

لقد جاءت تغريدة اليدومي في غير وقتها وكأنها تغطي على فضيحة تحالف دعم الشرعية في منع وصول المقاتلين والسلاح إلى جبهة البيضاء لتستعيد شريط من ذكريات الماضي والعودة إلى نقطة الصفر وتحميل من مضى مسؤولية كل هزائمنا مع أنه قد كفر عن خطئه ووقف بشجاعة أمام المشروع الإمامي وقدم حياته في سبيل ذلك .

 

كنا نتوقع من اليدومي أن يدعو إلى المصالحة بين المؤتمر والإصلاح وأن يوقف بكل شجاعة أمام المشروع السعودي الإماراتي الذي يريد اقتسام اليمنيين وتحويلهم إلى بنادق للإيجار لحماية مصالحه ، وتحويل الحرب من حرب على المشروع الإمامي إلى حرب بين الجمهوريين أنفسهم ، وتحويل شرعية اليمنيين إلى قضية للمساومة على حساب مشروع الدولة .

 

إذا أردنا أن نخرج من هذا الانسداد فعلينا أن نعترف بأن الجميع شاركوا في تراكم الأخطاء وأن قضية استرجاع الدولة هي قضية وطنية تحتاج أدوات من جنسها ومفردات تقوم على الاحتواء وليس على الصدام ، وعلينا أن ندرك بأن العالم لا يرى اليمن من ثقب نظرة المؤتمريين ولا من نفق الإصلاحيين ، وحينما نجذر هذه الأزمة في واقعنا السياسي فإننا حينها سنضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح في اتجاه العاصمة صنعاء .

 

دعوني فقط أضرب لكم مثالا بسيطا ربما يكون المحرك الحقيقي لاستعادة وعينا المغيب ، ماذا لو ماتت قيادات المؤتمر الموجودة في الخارج الموزعة بين الدول ومثلها قيادات الإصلاح ، فأين ستقبر هذه القيادات ، وهل تقبل على نفسها أن تظل منفية في حياتها ومماتها وسأحاول أبسط الأمر أكثر ماذا لو مات أحد أقارب هذه القيادات الموجود في الداخل ، هل تستطيع زيارته أو حضور جنازته ؟

 

إذا الأمر يحتاج إلى مراجعة وتقييم للأخطاء وليس تكريس مزيد من الأخطاء ، فنحن أمام عدوين: إيران وعصابة الحوثي من جهة والسعودية والإمارات اللتين أنقذتا الحوثي من الهزيمة في حالات متعددة ، واثبتتا بأنهما لم تأتيا لنصرة الشرعية ، بل لنجدة الحوثي ، وعلينا أن نستعيد قرارنا الوطني ونستعيد كرامتنا الشخصية ، فجميعنا بلا كرامة ، طالما الحوثي يتحكم بالأرض ونحن نتصارع داخل العالم الافتراضي ، وهزيمة الحوثي ليست مستحيلة ، فمأرب والبيضاء أثبتتا أنه أوهن من بيت العنكبوت إذا أردنا أن ننتصر للثورة والجمهورية وليس لمصالحنا التافهة .