سنتحدث هنا عن مخرجات الوطن من الكوادر البشرية من العلماء والعقلاء والقادة والحكماء والزعماء ومن أصحاب المواهب والإبداع والدهاء.
فخلال الأربعة العقود السابقة لهذا العقد انتج وأهل واخرج الوطن الاف العلماء والخبراء والاف الفنانين والشعراء والاف الصحافين والأدباء والاف المفكرين والقادة والعقلاء الذين ذاع صيتهم في كل أرجاء الوطن وخارجه وكانوا مصدر فخر لكل ابناء الوطن....
لقد كانت البلاد خلال تلك العقود ولادة للمبدعين والمتخصصين والمتفوقين في كل جوانب ومجالات الحياة وهذا الانتاج يعد انعكاس طبيعي لظروف الوطن الزمانية والمكانية وللبيئة المحيطة ونظام الحكم وحالة الوطن الثورية والسياسية والاقتصادية والأمنية والديمقراطية والإجتماعية.....
اما في العقد الاخير الذي عاشه الوطن والشعب اليمني فإننا لم نشاهد في كل أجزاء الوطن اي كوادر او مخرجات في اي مجال من المجالات ولم نلاحظ أي تحرك او تزحزح لعداد أرقام الموهوبين والمبدعين في اي جانب من الجوانب فلم نسمع عن تأهيل عالم دين جديد أو شاعر او فنان قدير او زعيم أو قائد أو أديب.
كل ما تم تأهيله في هذا العقد الاف القتلة والمشبوهين والاف اللصوص والمنحرفين والاف العملاء والمتسلبطين والاف النهابة والمتهبشين والاف القادة والمسئولين الفاسدين والمجرمين والاف السفهاء وقطاع الطرق والمتسعوذين وهذا الانتاج السلبي والمخزي يعد انعكاس طبيعي لظروف الوطن وحالته السياسية والامنية والاقتصادي المنهارة ويعد نموذجاً للتعبير عن برامج سلطات الأمر الواقع وعن حال ومستوى الشعب في ضل حكم تلك السلطات الارهابية والقمعية والاستبدادية التي أشعلت الشعب بالبحث عن لقمة العيش....