آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-06:18ص

سارق البيض

الأحد - 11 يوليه 2021 - الساعة 11:32 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


لربما البعض يستغرب من العنوان , فلا غرابة فاليوم من ينتهج السرقة وينافسون سارق البيض هم كثر بل قد استشرت فعالهم في كل نواحي المجتمع وهم في ذات الوقت يعلنون براءتهم من تلك الافعال التي هي تدور حول السرقة بكل درجاتها وكل المراتب الاجرامية التي تنبثق من السرقة من اختلاس ونهب ورشوة وابتزاز مال الغير سواء كان مال عام أو خاص.

وسارق البيض هو مرض يصيب الدواجن فتعاني تبعاً له من هزال ومجاعة ونقصان في الوزن وعدم انتاجها للبيض وهو عباره عن بروز لحمي يظهر عند مؤخرة الدجاجة فتصاب بتلك الاعراض سالفة الذكر ويظل تلك المرض يتسلط على الدواجن فتعاني منه الفاقة ويحرم مربو الدواجن من الانتفاع بثمرة تربية الدواجن البيض واللحم حيث يتوقف التكاثر عند الدواجن وهكذا الفساد يتسلط على مقدرات البلاد الاقتصادية وعائدات المرافق الانتاجية والمرافق ذات الايراد عندما يتسلط المفسدون على مرافق الدولة عند توليهم المناصب القيادية والريادية في الدولة فتحرم البلاد من النهضة وتحرم خزينة الدولة من الرفد بتلك العائدات التي هي ملك للشعب وتتحول إلى جيوب بعض المتسلطين على مفاصل المرافق الحكومية ومفاصل الدولة.

إن ايرادات المرافق التي يجب أن ترفد خزينة الدولة لتصب في خدمة مصالح المواطن في تسيير المرافق الخدمية وتطويرها وادخال كثير من الخدمات الضرورية لتشمل المدن والريف من ريع تلك الايرادات التي أصبحت تصب لجيوب قليل من المستفيدين وكأنها مرافق خاصة واهلية.

إن ايرادات المرافق الحكومية من ضرائب وجمارك وكذا المنشاءات النفطية وقطاع الاسماك وعقارات الدولة التي بدخولها ميزانية الدولة ستكون دخر في تحقيق كثير من الخدمات التي يحتاجها المواطن وتحسين مستوى دخل الفرد في المرافق الحكومية .

ولم تكن تلك الفئة الطفيلية لتنشىء لولا الوضع الامني المنهار الذي خلفته الاحداث الاخيرة التي مرت بها البلاد منذ 2011م و2015م وتدهور الحالة الاقتصادية التي جعلت من فئات من الطفيلين سارق ومستنزف لخيرات البلاد لصالحهم على حساب الملايين من الشعب .

فشتان بين الوطن والدجاجة وما أقرب وجه الشبه بين سارق البيض والفئة الطفيلية التي حولت الوطن إلى دجاجة كبيرة تأكل خيراتها.

ولكل داء دواء فمربوا الدواجن يعرفون علاج للسارق الذي يسرق بيض دواجنهم ببتر البروز اللحمي بشفرة الموس ووضع مادة الرماد على الجرح لمنع النزيف وهكذا يكون الخلاص من المفسدين ببترهم والخلاص منهم ومحاسبته وتطبيق قانون من أين لك هذا أيها المسؤول ؟ من أين لك هذا أيها القائد ؟.

 لن تنهض البلاد إلا باقتلاع الفساد ومحاسبة المفسدين الذين ينهبون قوت الشعب والذين أوصلوا ابلاد إلى هذا المستوى من التدني والانحطاط الاقتصادي وقادوا الشعب نحو المجاعة والفاقة لهذا لا بد من حسم الامور ومحاسبة من يقود البلاد نحو الهاوية ويعيش في رفاهية بأموال الشعب في حين أن غالبية الشعب يعاني الفاقة والجوع.

فالحلول القاسية ولو كانت بالبتر والجز مع مرافقة الالام هي أقرب لتصحيح الوضع وردع كل من تسول له نفسه بالعبث بأموال الشعب.