آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:19ص

ظلم المرأة من الميراث!

السبت - 10 يوليه 2021 - الساعة 12:00 ص

د. الخضر عبدالله
بقلم: د. الخضر عبدالله
- ارشيف الكاتب


ما دفعني إلى كتابة  هذه المقالة , كانت ناتجة عن بعض القراء الذين كانوا سبباً في دفعي في التفكير بسرد هذه الأسطر المتواضعة لما هو حاصل من ظاهرة مقيتة نفاها الإسلام , بل وحذر منها , وهي ظلم (الإخوة للأخوات ) وهذا مما يزيد  من الألم ويفجع له  الفؤاد أن يكون  هناك بين أظهرنا وصلت به الدناءة إلى هذا المستوى ولله در الشاعر إذ يقول:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة   

على النفس من وقع الحسام المهند.

لقد حرم الله  - عز وجل - الظلم على نفسه، وحرمه على عباده، كما في الحديث القدسي: ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ).

عزيزي القارئ .. للأسف الشديد ما نشاهد اليوم  من  الكثير  من أكلة مواريث أخواتهم ,  أصابهم الجشع و الطمع فجحدوا حقوقهن  ظنا منهم أن ذلك سينقص المال و الطمع جمرة لا تحرق إلا صاحبها في الدنيا والآخرة.

فبعض الناس عندهم عادات سيئة أنهم  لا يورثون البنات ويجحدوهم حقوقهم فإذا قلت له لماذا لا تورث اختك يقول (إحنا لا نوزع  حقنا لعيال الناس , وجدنا آباءنا وأجدادنا لا يورثون البنات) فنقول لمن أدعى  ذلك  هذه عادات أهل الجاهلية الذين ذمهم الله تعالى وبين أن التقاليد سبيل الضلال ( وإذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا اولو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون ﴾

ومن العجيب في ذلك  أن الأخوة الذكور  ربما يستضعفون البنات ويمنعونهن حقهن قهرًا أو بعين الحياء الغالب على النساء، وربما يكتفون بسؤالهن إذا ما كُنَّ يريدن شيئًا من الميراث، فإن قالت الأخت ( لا)  ولو من باب الحياء، اعتبروا ذلك تنازلًا منها يحل لهم بعده أكل المستحق لها! وهذا إثم عظيم، فعلى الرغم من أنه لا مانع شرعًا من تنازل البنت عن حقها لصالح إخوتها أو بعضهم، فإن ذلك مشروط بأن يكون تنازلًا عن رغبة حقيقية دون ضغط أو إكراه أو استغلال للحياء المعهود عن البنات. 

ولا شك أن من منع امرأة: أختاً كانت، أم أماً، أم جدة أم زوجة ميراثها فقد ‏تعدى حدود الله، وتعرض لعقوبته، والله قد قسم الميراث قسمة عدل لا جور فيها ولا ‏حيف , وقد أخرج الإمام  أحمد عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله  - صلَّى الله عليه وسلَّم  -: ((إنَّ الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة، فإذا أوْصَى حافَ في وصيَّته، فيُختم له بشرِّ عمله، فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الشر سبعين سنة، فيَعدل في وصيَّته، فيُختم له بخير عمله، فيدخل الجنة))، قال: ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿تلك حدود الله ) . 

وختاماً أيها القارئ الكريم  أن التعدي على المواريث جرم عظيم  وإفك مبين , و فيه الإفلاس يوم القيامة  قال الله تعالى(يوم لا ينفع مال ولا بنون ، الا من اتى الله بقلب سليم ).