آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-03:46ص

المخلاف وموقفها من أطراف الصراع

الثلاثاء - 06 يوليه 2021 - الساعة 02:15 م

مطيع سعيد سعيد المخلافي
بقلم: مطيع سعيد سعيد المخلافي
- ارشيف الكاتب


من يشاهد الطبيعة الجغرافية لمنطقة المخلاف بشقيها الأعلى والاسفل فأنه سيتعرف على أهمية موقعها ومكانتها الاستراتيجية فهي البوابة الشمالية لمدينة تعز ومركز الدائرة التي تتوسط كل المناطق والمديريات الشمالية والتي تصب فيها كل الأوردة والشرايين القادمة من مديريات شرعب السلام والتعزية والرونة.....

 

ومن ينظر الى تركيبتها السكانية والقبلية سيجدها مكونة من بضع القبائل الكبيرة وعشرات القبائل والأسر المتوسطة والصغيرة وبمجملهم وتكاملهم وتكاتفهم تتكون أسرة المخلاف الواحدة والموحدة والكبيرة والغنية بثروتها البشرية الممتلئة بالكوادر والعقلاء والحكماء والأكاديميين وعلماء الدين ورجال الفكر والشعر والادب والاقتصاد والسياسة....

ومن يشاهد مواقف وتوجهات أبنائها ومشائخها وعقلائها وكوادرها الذين يمثلونها سيجدها مواقف حكيمة وتصرفات عقلانية وسليمة وتصب في صالح المنطقة وأبنائها...

ومن يقرأ تاريخها سيجدها مدرسة من مدارس النضال والتضحية والوطنية وجزاء من الجسد السليم للدولة الشرعية والدستورية وفي مقدمة الصفوف الجمهورية والوحدوية.....

ومن يسأل عن موقفها من الأحداث الدائرة وعن موقعها من أطراف الصراع المتناحرة والمتقاتلة وعن توجه أبنائها ومشائخها في هذه الأحداث الدموية فإننا نقول له بأن المخلاف مثلها مثل غالبية مناطق الجمهورية التي فقدت الدولة والنظام والشرعية الحقيقية ووقفت بموقف الحياد والوسطية الذي كفل وضمن لها الاستقرار والسلامة وجنب سكانها وقرأها الخراب والدمار والحروب الكارثية....

لقد اتخذ ابناء المخلاف ومشائخهم الحكماء قرار بعدم المخاطرة بأمن منطقتهم وأمن المديرية وبعدم الزج بها الى ساحة الحروب الفردية والعبثية كي لا يجعلوا منها أرض محروقة كحيمة تعز وحجور حجة.

كما انهم قرروا عدم الالتفات لهذه الشرعية التي تمثلها سلطة الأمر الواقع في شارع جمال وضواحيه الجنوبية التي تعتبر مهزلة وإهانة وإساءة لمسمى الشرعية.....

 

هذا هو الموقف الرسمي لعقلاء وحكماء ومشائخ المخلاف وبتأييد الغالبية العظمى من سكانها وقبائلها وأحزابها ومكوناتها السياسية والاجتماعية

باستثناء بعض العناصر التي شذت عن موقفها الرسمي وخالفت إجماع أبنائها الكلي والتي انخرطت في صفوف ادوات الصراع الحالي وهي اعداد فردية لا تتجاوز المئات ولا تمثل الا نفسها وتوجهات أحزابها وجماعتها التخريبية.....

وبالرغم من كل الضجيج التي تحدثه تلك العناصر هنا أو هناك أو من كل تلك الانتقادات التي توجه للمخلاف وأبنائها بشكل عام بسبب سلوكيات بعض تلك العناصر الشاذة الا انها لا توثر على موقف الأغلبية من أبناء المنطقة وسكانها الذين يقفون موقف الحياد والابتعاد عن تجارة الدين والدماء البشرية...

 

لأبد أن يعلم الجميع أن المخلاف ستظل في حالة حياد وانتظار وترقب ليوم ميلاد الشرعية الحقيقة التي تصل قيادتها الي السلطة عبر الأطر الشعبية والدستورية والديمقراطية والتي تمثل الوطن والمواطن وتطبق نظامه الجمهوري والدستوري

وعليهم ان يعلموا بأن المخلاف ليست حزب او قبيلة أو حقيبة محمولة وبأن سكانها ليسوا اتباع لشخص او لعدد من الشخصيات التي ساهمت في تدمير المحافظة ومنظومتها الأمنية والعسكرية ولا يشرفهم ان يكونوا جزء من مستنقع سلطات الأمر الواقع التي تتلقي الأومر والتعليمات من الدول الخارجية

وبأن رجالها لن يواجهوا أي نظام قمعي او استبدادي او ارتزاقي إلا عبر الطرق القانونية والشرعية وبحسب خطط عسكرية مدروسة وتحركات جماعية موثوقة ووفق مقاومة وطنية وجمهورية مصفوفة.....