آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-01:44م

لا بديل لها

الإثنين - 05 يوليه 2021 - الساعة 07:19 م

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


لا غن عن شرعية الدولة، ولا بديل لفقدانها،وان طال غيابها ستعود عما قريب،فهي مظلة ونظام ،ورمز وجود وطن وامة من اعرق الامم والشعوب،وسيظل تمكسنا بها و هي رماد لانها الخيار الوطني الاوحد و الافضل لليمن التي تتنازعها مشاريع الموت من كل اتجاه،ولا منقذ لها الا باستعادة الدولة ومؤسساتها الشرعية المقضي عليها في العاصمة الاولى صنعاء  والثانية عدن. 

ولا مخرج لليمن من كوارث الحرب والازمات الا باستعادة دولتها على كامل ترابها الوطني،ومواصلة الرفض والمقاومة لمشاريع الانقلاب عليها الداعية الى دوران عجلة التاريخ الى الوراء وانبعاث عهدي الامامة والتشطير من جديد،وقد عفا عليهما الزمان،ولامكان لوجودهم تحت شمس الحرية،ولا متسع لافق تخلفهم في حياة العصر الكوني الحديث.وما جريمة تدميرهم  اليمن اليوم والمؤمرات عليها الا اذكاءا لسجل اجراهم الخالد بحق الشعب الذي تحرر من عبودية واستبداد نظاميهما القمعي الرهيب والى الابد،وستبقى ذاكرته الوطنية حية ومليئة بصور النكال والتخلف التي عاشها. 

ولا حل للمشكلات العاصفة باليمن الا بؤاد مشروعي الانقلاب فيها، وعودة الدولة الى ربوعها،واحياء واستكمال مشروع نهوضها الوطني والحضاري المعاصر،وسد الثغرات النافذة في نظامها الجمهوري، وتعميق الولاء الوطني لدولة ونظامها ومؤسساتها على كل صعيد . 

وقد تسيطر علينا لحظات من التفكير طوبائي القابل للاستفاقة على ارض الواقع بعودة الاصطفاف الوطني المغيب بقدرة و فعل ماكر وخبيث عرف من اين تؤكل اليمن،وان لم يتزحزح الايمان بامكانية استراجع الوعي الوطني المفقود المتسبب في كل  مآسي وحروب اليمن والاصرار على مواصلة التضحية بحاضرها ومستقبلها، ولن تتخلق وتتحقق وحدة الصف الوطني من جديد، الا باستثارة وعيه الجمعي الصانع لها، وايقاظه من سبات، ودفعه للقيام بدوره السحري في مختلف الاوساط المصابة  بالصدمة من قوة الاحداث التي داهمتها بغتة وبصورة غير متوقعة ساهمت في اقصائها المفاجئ عن التعاطي مع مجرياتها وتسببت في اضعاف ادوارها في مواجهتها منذ الوهلة الاولى لها.

استنفذت الحرب ادواتها ولم تحقق اهدافها،وباتت رتابتها لاتطاق و الاقرار باستحالة تخلي اليمن عن شرعية الدولة ممكن في ظل رفضها المطلق لمشروعي الانقلاب الطائفي والمناطقي عليها.

ومهمة انقاذ اليمن مرهونا باستعادة فعالية الارادة الوطنية الغائبة عن مسرح الاحداث والتأثير فيها حتى اللحظة،ومادونها من الادوات ماهي الا محارق للبشر واستنزاف للاخرين، وعلينا البحث المضني لمعرفة كيف تبخرت ارادة القوى الوطنية واختفت معالمها من سنين،ولم يكن ضياعها في الحرب الا تحصيل حاصل لتأكيد خروجها المزمن من معادلة النظام والحكم بخف حنين،وتحقيق كل الانحرافات في مسار حضورها الوطني،والمفضي الى ابعادها المرسوم والمخطط له، وذلك لتسهيل عملية الانقضاض على اليمن بمشاريع تدميرها.

ولن تتم استعادة اليمن الا باستعادة الروح الوطنية لها،وهي ائلة لضياع المخيف على قوة تباين وتقاطع المصالح الدولية والاقليمية فيها.