آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-11:23ص

رسيل هدرسيل هدية السماء .. العنف ضد المرأة لا مبرر لهية السماء .. العنف ضد المرأة لا مبرر له

الجمعة - 02 يوليه 2021 - الساعة 07:58 م

عبدالرحمن علي علي الزبيب
بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


خلق الله الانسان وكرمة على العالمين وعلى جميع المخلوقات وهنا الانسان يطلق على الذكر والانثى  النساء والرجال دون تمييز احد على الاخر ولا استثناء الجميع متساوون وهذه سنة الله في الارض لاحياد عنها ومن يحاول الاجتهاد بشكل خاطئ لتمييز احد على اخر انما يقوم بما قام به ابليس الرجيم الذي عصى الله بسبب اعتزازه بنفسة ومحاولة تمييزه عن ابو البشرية آدم وقال انا خير منه وارجع سبب التمييز بانه خلق مننار وخلق ادم من طين تمييز دون ارادتهما وهذه الكلمة هي من اخرجت ابليس من فضاء رحمة الله وجعلته مطرودا من رحمة الله وملعون ..

في تمام الساعة التاسعة والنصف من مساء يوم الجمعة المباركة بتاريخ 1 – 7 – 2021م  كنت على موعد هام مع هدية السماء مولودتي الجديدة  - وابنتي الحلوة الغالية على قلبي.. رسيل .

كان يوم مولدها يوم مبارك ... وجمعة مباركة .

في اول لحظات خروجها الى الحياة نظرت بعينيها الصغيرتين وهي تبكي نظرت اليها بشوق وحب وحنين سألتها لماذا تبكي ... واصلت البكاء دون اجابة وتوقعت اجابتها انها تبكي لما ستواجهه من صعوبات الحياة ..

واخطرها التمييز ضد المرأة الذي يعتبر سبب رئيسي في العنف القائم على النوع الاجتماعي ضد المراة لانها امراة تنتقص وتحرم من حقوقها ..

طفلتي الحلوة البريئة نظرت اليها والى عينهيا الصغيرتين الجميلتين ... رسيل .. عرفت عندما نظرت الى عينيكي البريئتين كم كانت قلوب الاعراب قبل الاسلام قاسية وخالية من اي نقطة حب وضوء وحياة وكم كانت قلوبهم قاسية مظلمة ان بقوم انسان بانتزاع طفل حديث الولادة ويقوم بدفنه بين التراب دون اي سبب او مبرر سوى انها امرأة انه عنف قائم على النوع الاجتماعي .. لأنها امرأة تنتزع روحها في اول لحظات الحياة ... قصص موجعة ومؤلمة من ذلك التاريخ الاسود المظلم المشبع بالظلم والقسوة والحرمان .. كان هناك من لايستطيع دفن ابنته بعد الولادة ويظل سنوات وهو يحاول ان يرتكب جريمة القتل ضد طفلة بريئة بدون اي ذنب سوى انها امرأة احدى تلك القصص ان رجل في العصر الجاهلي قبل الاسلام كان يجهز قبر ليدفن طفلتيه التي اصبح اعمارهن فوق السبع سنين لم يخبرهن انه سيقوم بدفنهن احياء بجريمة انها انثى كان يحفر القبر في الصحراء وبناته بجواره ينظفن الغبار من وجهه ومن ملابسه ولايعرفن بان هذه الحفرة يجهزها ابوهن لدفنهن احياء ... ااه من تلك القلوب القاسية اقسى من الحجار السوداء الصماء .. ورغم ذلك يستمر في ارتكاب جريمته ودفن بناته احياء دون ان يقاومن متوقعات بانها لعبه يلاعبهن والدهن بها ولايعرفن انه سيدفنهن احياء ليلفظن انفاسهن تحت التراب ومن يواري عليهن التراب اعز انسان والدهن الذي كان يفترض عليه حمايتهن لاقتلهن ودفنهن احياء حتى اقسى الوحوش في الغابات تحمي اطفالهن دون تمييز ولا استثناء ..

جاء نور الاسلام ليبدد هذا الظلام الاسود وينقشع الليل ويظهر صباح العدل والمساواة التامة بين جميع البشر وليكرم الجميع بمساواة تامه ومطلقة فلافرق بين عربي ولا اعجمي ولا ابيض ولا اسود ولاذكر ولا انثى الجميع  سواء بسواء ..

نعمت البشرية بمساواة الاسلام في لحظاته سطوعه الاول ومع السنوات بدأت الاجتهادات الخاطئة التي تتناقض مع روح الاسلام لتعزز التمييز ضد المرأة  وتبررها بتبريرات واجتهادات خاطئة ومهما تعالت تلك الاصوات الخاطئة فصوت الحق اقوى واوضح ومبدأ المساواة اساس متين لمجتمع مسالم وتنمية مستدامة يسعى الجميع لبذل اقصى جهوده دون تمييز ولا استثناء وليحصل الجميع على حقوقهم سواء بسواء ..

في عصرنا الحالي في القرن العشرين والقرن الواحد والعشرين انتشرت ثقافة التمييز ضد المراة وتبريرها باجتهادات خاطئة يستلزم مراجعة كل ذلك والعودة الى هدى الله القران الكريم الذي كرم الانسان واوضح في عدد كبير من اياته مبدأ المساواة القران مرجع جميع المسلمين مهما اختلفوا فالقران هو المصنة الذي يلتقي الجميع عليه ليراجعوا اجتهاداتهم بما لايتناقض مع نصوص القران الواضحة وروحه العادلة المنصفة المؤكدة الى حد الايمان بالمساواة المطلقة بين الجميع دون تمييز ولا استثناء .

اهم الكوارث التي تقع في المجتمعات سببها التمييز واقصاء جزء من المجتمع  بمبرر خاطيء فالتمييز لا مبرر له والمراة هي نصف اي مجتمع ولا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون بذل الجميع جهودهم الايجابية مثلما الطائر لا يستطيع الطيران الا بجناحين واليد الواحد لا تستطيع التصفيق وكذلك لاتنمية مستدامة دون تكاتف وتظافر جهود الجميع رجال ونساء يتحمل الجميع المسؤولية ويحصل على ثمار تلك الجهود دون تمييز ولا استثناء في المسؤولية والثمار والاستحقاق .

خطيئة ابليس هي التمييز وبمثل اي انسان يتعامل مع اخيه الانسان بنظرة دونية وتمييز هو ايضا شيطان وابليس لانه يحتذي بحذوه ويقتدي بخطيئة ...

الاسلام جاء برسالة العدل والمساواة وعدم التمييز بين اي انسان او اخر بسبب جنسة او لونه او لغته فالجميع سواء بسواء امام الله وامام البشرية ..

المساواة كانت احد اهم اهداف التنمية المستدامة الذي توافقت عليها دول العالم والذي لايمكن تحقيق تنمية مستدامة الا بانفاذ وتطبيق مبدأ المساواة التمامة بين الجميع

مايحصل من تصرفات خاطئة تمييزية ضد المراة تصرف خاطيء ومخالف لروح الاسلام دين العدالة والمساواة وعدم التمييز ومن يقول غير ذلك هو ابليس ويكرر الخطيئة الكبرى والاولى وعصيان الله ابليس بمحاولته فرض التمييز .

يجب القضاء على التمييز ضد المراة في وطني والبداية بتعديل شامل لكافة نصوص القانون التمييزية ضد المرأة ليتحقق عدالة الاسلام ومبدأ السلام الحنيف المساواة ..

كم لدينا في مجتمعاتنا ابليس يحاولوا تقمص ملابس الناصحين ليوغلوا في التمييز ضد المراة في مجتمعاتنا خروجا ً عن روح وهدف الاسلام وهو العدالة والمساواة بين الجميع فالجميع سواء بسواء ليس فقط المسلمين بل حتى اتباع الاديان الاخرى فكما قيل في المأثور الاسلامي ان الناس صنفان: إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) فلا فرق بين البشر فالكل سواسية ولا فرق بين عربي او اعجمي  ولاذكر او انثى فلا استغلال ولاعبودية ولا هيمنة لفئة او أمة على اخرى  وانما العبودية المطلقة الى الله عز وجل،فالكل احرار متساوون كأسنان المشط .

الذكر والاثنى في كل اسرة يعيشون سوياً في اسرة واحدة ثم تبدأ خطيئة التمييز لتشق وتمزق النسيج الاجتماعي ويعطل دور المرأة الهام في المجتمع فتحرم من ميراثها الشرعي وتحرم من الكثير من حقوقها وهذا يخالف روح الاسلام الحنيف ..

نحن هنا ندق ناقوس الخطر من استمرار التمييز ضد المراة الذي يتسبب في العنف ضدها بل ويبرر العنف والحرمان ويعتبر عنف قائم على النوع الاجتماعي لا نها امرأة تحرم من حقوقها وتتجرع ويلات العنف ..

مثلما كان التمييز ضد المرأة في العصر الجاهلي قبل الاسلام اصبحت مجتمعاتنا مصابة بفيروس التمييز ضد المرأة وتبرير ذلك التمييز واصبحنا في جاهلية القرن العشرين يستلزم العمل لا نفاذ مبدأ المساواة التامة في مجتمعاتنا ..

 

وفي الأخير :

 

ادعوا الجميع بان يتوقف برهه قليلة مع نفسه ويراجع مايحصل من تصرفات خاطئة في مجتمعاتنا بالتمييز ضد المرأة  التي اصبحت للاسف الشديد ثقافة مجتمعية خاطئة مدمرة للمجتمع تمزق النسيج المجتمعي وبدلاً من الانتقال الى مربع اوسع وافضل للحقوق والحريات نجد انفسنا نتراجع لنعود الى عصر جاهلية ماقبل الاسلام الذي كان ذلك العصر الجاهلي المظلم مشبع بالظلم والاستبداد والتمييز ضد المراة ...

يجب ان نجلي ونمسح اي ثقافة خاطئة تتناقض مع روح الاسلام والقران الذي كرم الانسان دون تمييز ولا استثناء بل وجرمة وجعل التمييز تصرف شاذ خاطيء في مجتمع مسالم يؤمن بالمساواة الحقيقية والكاملة في الحقوق والواجبات في المسؤوليات والمستحقات ..

اي تمييز ضد المراة يعتبر عنف قائم على النوع الاجتماعي يستوجب الرجوع عنه ونبذه لنبني مجتمع مسالم لايهمش فيها احد ولا يتسثنى احد من المشاركة في جهود التنمية المستدامة ...

مهما اختلقت من مبررات لاستمرار العنف ضد المراة في لامبرر لها ...

اخر رسالتي في هذه الدراسة الموجزة الى رسيل ابنتي الحبيبه لحظات فارقة في حياتي بوجودها وانضمامها الى اسرتي الكريمة التزم لها باني لن اسمح باي تمييز ضدها لن اتسامح مع من يحاول ان يبرر العنف القائم على النوع الاجتماعي ضدها ساحميها بكل ما استطعت وساستمر في جهودي لانهاء التمييز ضد المراة في وطني لتحقيق هدف وطني جامع وتنمية مستدامة يسعى الجميع للبناء والتنمية وليس للاقصاء والتهميش والنزاع