آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-09:21ص

قرارات للحوار أم التأزيم ؟

الأربعاء - 30 يونيو 2021 - الساعة 04:25 م

علي النقي
بقلم: علي النقي
- ارشيف الكاتب


خائب الظن ،بل غائب عن  الرشد من يظن أو يعتقد إن الحلول تأتي من الخارج ،فالخارج يستجيب للداخل ،فهي كجسم الإنسان مهما تناول من عقارات عند اشتداد مرضه لن يتعاف إذا لم يستجب لها الجسم من الداخل.

 غير انه جيد ،بل جيد جدا الوصول إلى قناعة بان مشكلات الجنوب وخلافاته المتراكمة لن تحل إلا من خلال الحوار بين مختلف أطيافه ،مكوناته ،ولكن إذا كانت هذه القناعة جادة ،ومسؤولة .!

إن إصدار الزبيدي قرارا بتشكيل لجنة حوار مع الجنوبيين في الخارج و الذي حدد هدفه ومهمته مع جنوبي  الخارج ،وليس الداخل يدل دلالة مباشرة إن الانتقالي لا يبحث عن حوار حقيقي ،بقدر ما يبحث عن مكاسب إعلامية ،كونه  سعى بالأمس نفسه الانتقالي لتفريخ مكون جنوبي ،والتقى بالقيادة المفخرة ورد عليهم المكون الذي تم تفريخه ردا صريحا ،ومباشرا بالرفض والاستنكار لتفريخه بالقول : ان من تحاورون لا يمثلونا .،وهذه الإشارة ،تعيد الذاكرة الى ما كان يقوم به الرئيس الراحل /صالح حين كان يفرخ الأحزاب السياسية بعد 94 ،ثم وصل إلى قناعة ان التفريخ جعله يخسر ماديا ،دون جدوى او تأثير لتلك الاكشاك الحزبية التي فرخها .

والسؤال هنا لماذا لجنة للحوار ،ونحن نعلم ان اللجان مقابر للمشاريع ،،لماذا لم يشكل الزبيدي هيئة مستقلة تعنى بالحوار ،ويعين فيها أشخاص من الانتقالي ،ولكن بشرط إلا تكون مهمة الحوار أكبر منهم ،ويكونوا قادرين  على قبول الآخر ومنفتحين نحو الحوار  بدون شروط مسبقة ، ويمنحهم سلطة قرار مستمدة من سلطته السياسية في مكون الانتقالي .وتكون اول جولة لتلك الهيئة متجهة نحو الداخل ابين  ،وشبوة ،وحضرموت ،والمهرة ،وسقطرى

وليس متجهة نحو الخارج  فالحلول والمعالجات تنبع من الداخل لا الخارج .

لن اشكك في النوايا ،ولكن أقول ان الجواب من عنوانه ،والعنوان هنا غير صحيح ..!

كان الأجدر والأحرى بالانتقالي ان يقوم بدعوة كل المكونات والاحزاب في الجنوب انطلاقا من سلطته في الجنوب ،وتحديدا عدن لعقد مؤتمر وطني للحوار الجنوبي الجنوبي ،وان يوجه خطابا للاشقاء والاصدقاء برعاية الحوار الجنوبي الجنوبي ،لكن لم يحدث شيئا من هذا القبيل ،وهو مايعني ان الانتقالي غير جاد ويناور سياسيا لا أقل ولا أكثر ،وذلك هروبا من معاناته الداخلية ،وانقسامه القبلي الداخلي  الذي يهدد بتفكيكه ،ومن الداخل وورقة ضغط داخلية باتجاه تركيبته التي تشهد انقساما حادا لا يتنمناه احد كون مخاطره واضراره اذا ماحدث صدام مسلح ستكون كارثية   ...!