آخر تحديث :الخميس-18 أبريل 2024-10:06م

من ملف الذكريات 7

السبت - 26 يونيو 2021 - الساعة 08:51 م

د. عوض احمد العلقمي
بقلم: د. عوض احمد العلقمي
- ارشيف الكاتب


أخي القارئ لا تتفاجأ بأي قصة أسردها لك فإنني لا أتحدث إلا عن قصة حقيقية عشتها أنا بنفسي أو رواها لي راو أثق بروايته ، كما أرجوك أخي القارئ أن لا تظن أنني ممن يبكي على الأطلال ، فأنا مع الجديد والتجديد ومع الإبداع والابتكار ....لكنني لست ممن ينجرف وراء الحداثة والتحديث المستورد مقلدا كالببغاء ، ولا ممن ينزوي في بوتقة القديم للتعصب وحسب .... فأنا أنشد الأفضل دائما وأقارن بين الأجود من الماضي وبين الأسوأ من الحاضر ؛ لأن دورنا اليوم يكمن في ذم السيء من الحاضر لنستبدله بالجيد وإن كان من الماضي لنخلق تراكما معرفيا وسلوكيا وأخلاقيا لجيلنا الصاعد يستطيع من خلاله إقامة أوتاد حضارته المنشودة على أساس متين ..

معذرة أخي القارئ إذ أطلت عليك قبل أن أبدأ في سردية الليلة ....ابني  وهو في التعليم الأساسي في إحدى مدارس العاصمة عدن ، جلس بجانبي في ليلة وأنا مشغول كعادتي بمتابعة القنوات الإخبارية ثم طلب مني أن أشرح له درسا في النحو ؟ أجل يابني .. أولم يشرح لك معلمك هذا الدرس ؟ بلى يا أبي ، ولكن المعلم يشرح والتلاميذ يصيحون ويولولون فلا أحد منا يسمع ماذا يقول المعلم . ولماذا يابني لايقوم المعلم بضبط الفصل ؟ لا أدري يا أبي ... طيب  ولماذا لايقوم مندوبكم بإبلاغ المدير أو الوكيل بذلك ؟ المدير لايهتم بمثل هذه الأمور أما الوكيل فإنه في معظم الأوقات تجده يتسلق الأشجار داخل فناء المدرسة وبمعيته  كثير من التلاميذ الأمر الذي جعله يفقد هيبته في أوساط المعلمين والتلاميذ على حد سواء ...مرت السنون فانتقل ابني إلى الثانوية العامة وبعدها التحق بإحدى الكليات  .... وبقي يجلس إلى جانبي في المساء كعادته في معظم الليالي نتبادل أطراف الحديث ونتابع الأخبار معا ، وإذا بنا نتفاجأ بمنشور في مواقع التواصل الإجتماعي يحمل أسماء معينين في مناصب مهمة في العاصمة عدن ، نظرت إليهم فعرفت بعضهم وبعضا لم أستطع التعرف عليهم . وهنا طلبت من ابني أن ينظر في الأسماء لعله يعرف من لم أعرف ، وإذا به يلطم رأسه ، علمت أن هناك أمرا عظيما ، سألته ماذا لديك يا بني؟ قال : إن ماهالني يا أبي - وأشار بسبابته نحو الاسم -  إن هذا كان مديري في يوم من الأيام !!! أجل ولكن مالغرابة في الأمر يا بني إذا أصبح مديرك في منصب أكبر وفي وضع أفضل ؟ الغرابة في الأمر يا أبي أنه كان - وهو يرأس بضع مئات من الطلاب - يقف على باب الفصل ويطلب من كل طالب ألفين ريال نظير أنه يضمن له النجاح آخر العام . فكيف سيكون الأمر وهو يرأس عشرات الآلاف من المواطنين اليوم   !!!!!!!!!! ؟؟؟؟؟

أخي القارئ : لايعني ماسردته أن المعلمين والمعلمات كلهم بهذا السلوك وعلى هذا الأداء المؤلم ، فهناك من المعلمين والمعلمات من يعمل كالنحل بأمانة وضمير حي دون كلل أو ملل ، غير أنهم بحاجة إلى التشجيع والتحفيز والتكريم الآن وهم يعملون لكي يكونوا نموذجا راقيا في بناء الجيل يتأثر بهم الآخرون ...