آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-05:27م

( إسسح - إددح - إمبو )..!!

الجمعة - 25 يونيو 2021 - الساعة 02:58 ص

فضل محسن المحلائي
بقلم: فضل محسن المحلائي
- ارشيف الكاتب


 

 

إذا لم يستوعب أبناء جلدتنا الجنوبية بمختلف أطرهم السياسية وهيئاتهم التنظيمية وتشكيلاتهم الحزبية الدرس جيداً ويستعيدون قرأة الواقع بصورة موضوعية ويعيدون النظر في الأمور وترتيب أبجدياتها وأولوياتها المهم , فألاهم , فالأكثر أهمية على مختلف الصعد السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وعلى مستوى الوظيفة العامة , إذ لم ينظرون إلى الأمور بجدية أحلقوا شنبي وأنطبوا رموشي وأنتفوا حواجب جفوني وأقطبوا أذوني وأفقئوا عيوني واجدعوا أنفي وأهلموا مشافري وأقطعوا – ( ... ) ..!! – وعلقوني على أعواد المشانق بل أصلبوني على خشبة إذا قامت لأبناء الجنوب قائمة على اختلاف مشاربهم ومآربهم , إذا استمر الحال على نفس المنوال وعلى ذات الأقوال والأفعال الكل متشبث بموقعه السياسي وفي مربعه الوظيفي يعمل على بناء إمبراطورية , إقطاعية , إمارة , مشيخة, سلطنة على كيفه وكيف أبته وأمه له ولأبنائه وبني عمه وخاله ولأهله وأقاربه وأصهاره وأصدقائه ومعارفه وحشمه وخدمه من الكاحتين والمزوقين والمغطرفين والمطبلين يحكمون ويتحكمون كيف ما يشآؤون , الابن مدير عام والمدام مستشار وأبن العم قائد للحراسة والصهير مدير المكتب والأخ السكرتير الشخصي وأبن الخال وكيل في – ( الوز.. ارة ) – أقول وأكرر إذا استمرت الأمور على هذه الحالة الرثة – ( النخالة ) – سنظل في ذات المربع المُفزع والمُفجع والمُوجع سنظل نراوح مكاننا داخل جحر – ( حيص – بيص ) – بل داخل جحر – ( الحمار الداخلي ) – سنظل في نفس الدائرة المُفرغة وعلى نفس خشبة المسرح الراقص وعلى ذات الأضواء والأهواء والانواء الكاشفة والمكشوفة – ( هز- ياوز ) – وعلى ذات الموال – ( إسسح – إددح – إمبو ) – ومن يعتقدون واهمين أنهم أمل التغيير وإن التغيير يأتي بالعافية هم أكثر وهماً لأنهم يسيرون على نفس الهُدى والخُطى يوزعون المناصب والمكاسب داخل دائرتهم المغلقة هدايا وعطايا وتسويات وترضيات , اليوم لا تغيير في المشهد من سيئ إلى إسواء لا جديد مفيد في ظل حكومة الشراكة – ( الفالتو- الفالته )- يرحل – ( أقزام ) – ويأتي – ( أزلام ) – ترحل – ( لصوص ) – ويأتي – ( لطوش ) – في مختلف المراتب من صغيرها حتى كبيرها إلا من رحم ربي وهم قلة قليلة على الساحة الوطنية وبحكم حجم وكم الفساد المستشري أضحى تأثيرهم على الواقع محدود , الجماعات الجامعة والعُصب اللامعة يريدون إن يتعلموا الحلاقة برؤوس الشعب الغلبان إلا وإن الأولى بهم إن يتعلموا الجعدرة والكندرة والحلاقة برؤوسهم ,هؤلاء النخب – ( الفساسية ) – يريدون إن يتعلموا الحجامة على ظهور هذا الشعب النكدان إلا وإن أولى بالحجامة وتحدير القفى هي ظهور هذا النخب الفاسدة , تريد هذه النخب الفاسدة تغيير مسلك وسلوك هذا الشعب الضبحان إلا وإن الأولى بهم إن يغيروا مسلكهم وسلوكهم , هذه النخب الفاسدة تنتقد بعضها البعض إلا وإن الأولى بكل فصيل إن ينتقد ذاته أولأً لكي يكون قدوة ومثال للآخرين وإن يطبق كل هيكل تنظيمي وسياسي القانون على نفسه قولاً وفعلاً , نظرياً وعملياً , نصاً وروحاً والعمل بالمكاشفة والمصارحة مع الذات والآخر وأعطا كل ذي حق يستحقه حقه لا زيادة ولا نقصان , أما تسويق الوهم وتخدير الوعي والضحك على الدقون فلن تجدي نفعاً ولن ترفع راية ولم توصل إلى غاية والتغيير إلى الأفضل لن يأتي بالأماني والتماني والتطبيل والتظليل والصراخ والعويل ولا برفع الشعارات الجوفاء الفارغة من المحتوى والمضمون ولا بالوعود العرقوبية ولا بالمزايدات والمكايدات السياسية ولا بالولاء كل الولاء للأجنبي والدخيل بل تاتي من خلال النظال الحقيقي والمصداقية وربط الكلام النظري بالفعل العملي على أرض الواقع , بغير ذلك ستظل الأمور تراوح مكانها الخطبة هي الخطبة والجمعة هي الجمعة وتسويق الأوهام وبيع الأحلام والفرج قريب والحل قادم غداً – بعد غداً دون تغيير ما بالنفوس هذا عشم إبليس في الجنة , الأمور اليوم أضحت أكثر تعقيداً والمرحلة طويلة ومضنية وشائكة ومعقدة إلى أبعد الحدود وتتطلب إلى مراجعة جادة من القائمين على احوال البلاد والعباد , المواطن البسيط بحاجة إلى أفعال ملموسة , المواطن البسيط يعاني من وطأة الأتراح وعميق الجراح التي أدمت حياته معيشياً وأضحى يفتك به الجوع ويقتله المرض والقائمين على أمور البلاد أذن من طين والأخرى من عجين .

الهامش :

- مصيبة إن كان حاميها حراميها ... والنار ما تحرق إلا رجل واطيها .

- وأن زماناً أنتم لرؤسائه ... أهلاً لأن يُخرى عليه ويُضرط .

- ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني ... حتى أرى دويلات الأوغاد والسفلِ .

- وإن عناءً أن تفهم جاهلاً ... ويحسب جهلاً أنه منك أفهمُ .

- متى تصلح الدنيا ويصلح حالها ... وقاضي قضاة المسلمين يلوط .

- لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي .

- ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزودِ

- إلا يادويلات المعصومين دومي ... وقولي لهذه الدنيا استقيمي .

- أني أرى تحت الرماد وميض جمرٍ ... وتوشك أن تكون ضراما .

 

                                                                                                                                                  فضل محسن المحلائي