آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-02:23م

عدن الأمن والأمان والتعايش السلمي أصبحت اليوم مرتع للعنف والنهب وعرض العضلات ..

الأربعاء - 23 يونيو 2021 - الساعة 11:36 م

ناصر الجريري
بقلم: ناصر الجريري
- ارشيف الكاتب


بالأمس كانت عدن لكل العدنيين ولغير العدنيين المدينة المسالمة والمتعايشة تفوح من شوارعها وازقتها رائحة المحبة والتعايش الاجتماعي بين اهلها وساكنيها البسطاء وسط جوا يسوده الأمن والأمان وتحكمة قوة النظام والقانون .

ليس.كاليوم للاسف الشديد اضحت عاصمة الا أمان تفوح من احيائها وشوارعها روائح الموت والخوف والهلع فلا وجود للامن ولا للامان ولاحتى لسلطة القانون اصبحت لغة السلاح والقوة والمحسوبية فوق القانون نفسه.. اصبح  القانون يطبق على الضعفاء اما غيرهم فليذهب القانون الى الجحيم مادام السلاح ولغة السلاح هي الفيصل فلا داعي للقانون اصلا فهذا هو لسان حال هؤلاء اليوم وفي عدن عاصمة السلام .

نعم للأسف الشديد ان ماحدث مساء اليوم من احداث دامية بين فصيلين أمنيين وغيرها من الاحداث الدامية سابقا اكبر دليل على ان عدن اصبحت اليوم مرتع للعنف وساحة تصفيات وانتشار لغة النهب والسلب  بأدوات وحماية امنية لهؤلاء العابثين والمتنفذين الذين لايريدون للعاصمة عدن ان تستقر وللمواطن ان يعيش بامن وسلام في ظل التدهور الاقتصادي الحاصل اليوم .

يكفي المواطن مايلاقية من ويلات الغلاء وارتفاع الاسعار والفقر والحاجة ليأتي هؤلاء الذين من المفترض ان يكونوا حماة الوطن والعين الساهرة على راحة المواطن وأمن وإستقرار البلاد وتثبيت القانون  ؟!

نجدهم على العكس من ذلك تماما هم من يعيثوا الفساد في البلاد ويعملوا على زعزعة امنه واستقراره بلغة السلاح واستعراض القوة والعضلات 
وطبقت عليهم مقولة : حاميها حراميها .

نعم كل ذلك يحدث في عدن عندما انتشرت وتنوعت التشكيلات الأمنية والعسكرية التابعة لفلان والاخرى لعلان .
للأسف كل ذلك يحدث اليوم عندما غاب القانون وضعف .

كل ذلك يحدث عندما لم تحكم الاطراف المتصارعة العقل وتجلس للحوار وتغلب مصلحة أمن العاصمة ومصلحة مواطنيها على كل المصالح والمناصب والمكاسب ، وتركت عدن واهلها تحت رحمة العابثين والمتنفذين .

لذا فرسالتنا إلى كل القوى المتصارعة على الأرض الأمنية وغير الأمنية ان يحكموا لغة السلم ونبذ العنف وان يحتكموا للقانون لأن القانون فوق الجميع ،وان يكونوا نواة أمن عدن وأهلها وصمام امانها والدرع الحصين ضد من تسول له نفسه المساس بأمنها وأمن أهلها
فأمن جميع المحافظات من أمن عدن وأمن عدن من أمن المحافظات جميعها .
فلا نكون كمن يخربون بيوتهم بأيديهم ، ويفقئون أعينهم باصابعهم .

فبذلك فأنتم مسؤولون عن كل قطرة دم تراق على هذه الأرض الطاهرة والتاريخ لن يرحمكم .

في الاخير ستظل عدن منبع الأمن والأمان ومدينة الحب والسلام بإذن الله تعالى  ومرتع كل الشرائح والاجناس .
رغم انف الحاقدين والمتربصين بها .

اللهم جنب عدن وأهلها كل سوءٍ ومكروه .
والله من وراء القصد !