آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-09:55ص

ضــاع الشعب بين سفسطة الأطراف المتجاذبة !!

الإثنين - 21 يونيو 2021 - الساعة 12:02 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


السفسطة هي  اتجاه فكريّ نشأ في اليونان قبل الميلاد
بخمسة قرون
وخلاصة ما استقر عليه هذا المصطلح
هو  تعلم فن الجدل والحرص على الغلبة دونما الالتزام بالحق والفضيلة، وأصبحت مرادفة لكلمتي الخداع والتضليل !!

ما يؤسف له اليوم أن أطراف الصراع في اليمن تمارس على الشعب سياسة غاية في  القبح واللؤم وعدم الشعور بروح المسؤولية ودونما أي اكتراث لحال  المواطن ومصالحه .

فلقد أدخلوا الشعب في دوامة جدل عقيم لا ناقة له فيه ولا جمل .. المستفيد الوحيد منه هم القاعدون على كراسي السلطة الذين لا هم لهم إلا إطالة زمن الأزمة للإستثمار الشخصي  .

ففي الوقت الذي تطحن فيه الأوضاع المأساوية عظام المواطن وتنهش جسمه مافيا الفساد المالي 
ويتجرع هو وحده كفر الجوع ...

يدير عتاولة السياسية جدلاً سفسطائياً عقيماً..  المراد منه المراوغة والغش وخداع الشعب الغلبان وهروباً من تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية تجاه المواطن.
 
ما يقارب عامين وهم  يتجادلون...بل يخادعون ويراوغون ويمارسون سفسطة سخيفة مفضوحة ممجوجة , ويدورون في حلقة مفرغة هم صنعوها بعناية فائقة.
 
وخلال كل تلك الفترة الطويلة  والحديث يتمحور حول ..

هل ننفذ الشق العسكري أولاً أم الشق السياسي ؟
هل يفتح مطار صنعاء والموانئ أولاً أم ندخل في حوار مباشر مع الحوثي ؟

ذلك الجدل المتصنع  المراد منه خداع الشعب وذر الرماد في العيون  وتضليل الرأي العام .
وهذه المهزلة تذكرنا بقصة البيضة والدجاجة وأيهما جاء أولاً...

وهذا في  الحقيقة ينبئ عن عدم الشعور بأدنى حد من  المسؤولية تجاه الوطن والمواطن  , ويؤكد عدم امتلاك قرار الحل من قبل جميع الأطراف المتصارعة المحلية وكلما يحصل _من جوالات حوار واحتراب مقيت _ عبثٌ في عبث وزيادة الإمعان في إيذاء المواطن والنيل منه .

 فقد أثبتت الأيام أنهُم مجرد أُجَراء لدى الغير ينفذون أجندات خارجية ومطية لسياسات إقليمية ودولية قذرة وعبيد لا يملكون أدنى حد من الشجاعة ليصارحوا بها شعبهم الذي ربما التمس لهم العذر لجبنهم وعجزهم وضعفهم وخورهم .

 هكذا _ وبدون أدنى حد من الإنسانية _  يمارسون على الشعب هذه السياسة الغير أخلاقية وهذه الحيل التي من خلالها يوهم كل طرف أتباعه أنه هو الوطني وهو حامي الحمى.. وغيره عميل وخائن وذلك لصب الزيت على النار ليدخل الشعب في مزيد من الحروب العبثية التي أفقدته صوابه وتاه في أحلام الأوهام المزيفة .

في حين أصيبت فيه ما تسمي نفسها بالقيادة.. بالتخمة المفرطة واستأثرت هي ومقربوها بموار البلاد .

فإلى متى سيستمر الاسخفاف بمعاناة الناس ؟ 
وإلى متى سيستمر مسلسل الكذب والدجل والخداع  على الشعب المقهور ؟ وإلى متى ستظلون يرمي كل منكم المسؤولية على الآخر ويتهرب من واجباته الأخلاقية والإنسانية  والقانونية تجاه الوطن والمواطن؟

فَلَكَم نتمنى أن تصحى ضمائر الجميع , وأن يفيق الكل 
ليستشعروا مرارة المآسي التي يتجرعها الشعب.
وأنا هنا أخاطب كل أطراف الصراع شمالاً وجنوبًا ...
ونوجه اللوم والعتب على التحالف الذي ظننا فيه الخير فإذا بحاله ..
( كالمستجير من الرمضاء بالنار ) 

 لقد أثبت تاريخ الحروب الأهلية أنه لا حل إلا بالحوار ...

حرب داحس والغبراء _ على سبيل المثال _  التي وقعت في الجاهلية بين الإخوة الأعداء واستمرت أربعون عاماً ..فكانت النتيجة أن جلس الجميع على طاولة حوار أنهوا به تلك المأساة . 

ففي نهاية المطاف وفي مثل هذه الحروب الأهلية  لن يستطيع طرف إبادة طرفاً آخر 
فليس هناك من حل إلا ترك لغة الحرب اللعينة واستبدالها بلغة الحوار الهادف البناء المسؤول كي يخرج الشعب من نفق هذا  الوضع المظلم .