آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-09:23م

اليمن والبند السابع والهيمنة الإقليمية

السبت - 19 يونيو 2021 - الساعة 04:13 م

علي المحروق
بقلم: علي المحروق
- ارشيف الكاتب


ترددت كثيرا عن كتابة هذا المقال لعدة أسباب،  لكن بعد حديث رئيس مجلس النواب سلطان البركاني على قناة الحدث الذي وصف اليمن بالحديقة الخلفية لدول الخليج وان اليمنيين ترجوا دول التحالف في التدخل ومن الكلام الساذج والغير منطقي  زاد اصراري على المضي في ترجمة العديد من ما تجهلون . 

اولًا: كيف دخلت اليمن في البند السابع ما أسباب ذلك ؟

 يتم ادخال البلد تحت الفصل السابع عندما يحدث صراع بين دولتين او صراع في دولة ما  فيجتمع مجلس الأمن ويقر ان يضع البلد تحت البند السابع وذلك بموافقة الدول الخمس الدائمة العضوية وهم امريكا وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا ولا ينطبق هذا الفصل على اي دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية، يحتوي الفصل السابع على 19فصل يتلخص هذا الفصل بانه يحق لمجلس الامن استخدام القوة والضغوط على بلد ما بدايةٌ بالعقوبات الاقتصادية والحصار وانتهاءً بالضربات الجوية واستخدام السلاح ويسمح مجلس الأمن لدول التي ترى ان النزاع في دولة ما قد ياثر على سلمها بالسماح لها باستخدام القوة العسكرية وتصبح هذه الدولة  دون سيادة ودون قرار  اي  بمعنى ان تصبح  تحت الوصاية الدولية ، للعراق تجربة مع هذا البند فقد مكثت العراق 27 عاما تحت هذا الفصل من عام 1990م الى 2017م    وقد اسما العراقيون  هذا البند بالقنبلة التدميرية لانه دمر بلدهم واقتصادهم واصبحت بلادهم تحكمها المليشيات والجماعات الشيعية المتطرفة .  

لماذا أرادت دول الاقليم لليمن بالدخول تحت هذا البند؟
دعونا نستعرض ماهي اليمن؟ 
اليمن هي مطمعا لجميع دول العالم فموقعها الجغرافي جعلها تربط بين الشرق والغرب لديها اهم ممر دوليا و لديها ساحل كبير يطل على البحرين العربي والأحمر لديها ثروة سمكية هائلة لديها ثاني اهم ميناء في العالم لديها أكبر مخزون نفطي ولديها العديد من الجزر التي تقع في البحرين العربي والأحمر، مما سماها علماء الاقتصاد "افقر شعبًا يمشي على الذهب"
تطمع دول الاقليم المجاورة بان تجعل اليمن إحدى ولاياتها وفعلا فقد تم ذلك في عهد الرئيس المخلوع على صالح وتم التوقيع  على الاراضي اليمنية والتوقف عن التنقيب وبيع ميناء عدن وجزيرة سقطرى والكثير من ما خفي عنا  وذلك مقابل تأمين مستقبل أولاده والاستثمار في بعض دول الاقليم بأموال الشعب.

بعد ثورة الشباب التي انطلقت في 2011م وتم فيها خلع علي صالح من الحكم بدأت بعض التصحيحات في حكم عبدربه منصور هادي وتم القاء عقد تأجير ميناء عدن وأيضاً السماح لبعض الشركات بالتنقيب كانت رحلة الرئيس عبدربه منصور الى الصين موجعة لدول الاقليم تم في هذه الزيارة التوقيع على تشغيل أكبر مرفق حيوي في اليمن وهو ميناء عدن جن جنون دول الاقليم وبدأت التخطيط للازاحة بثورة الشباب ، المملكة العربية السعودية قدمت طلبا لرئيس عبدربه منصور بان يوقع على ترسيم الحدود بين السعودية واليمن لان الاراضي التي تريد ترسيم الحدود فيها هي بالاصل يمنية باعها على عفاش لهم، رفض الرئيس عبدربه منصور ذلك جملة وتفصيلا وقال هذه الاراضي من حق الشعب وانا لست إلا مواطن فقط .

أرادت دول الاقليم اعادة عفاش من جديد للحكم ولكن بثورة جديدة وادخال الحوثيين  في هذه الثورة ودعمهم  على اساس ان الحوثي صاحب هذه الثورة رفع الحوثيون شعاراتهم المكذوبة وهي إسقاط الجرعة ومحاربة الفساد خرجت المليشيات في العاصمة صنعاء هم وانصار صالح ليعلنوا عن ثورة ضد الفساد كما اسموها وذلك بدعم اقليمي، 
لتاتي بعد ذلك المصلحة الايرانية باستخدام اجندة يمنية على اساس الطائفية، فتخلق بذلك تباين في الافكار والمذاهب وهذا يعتبر بداية نزاع طائفي قد يدخل البلد في عشوائية مستدامة وفوضى عارمة.

اما عن بعض الدول التي كانت تنموا اقتصاديا على حساب الركود الاقتصادي، فقد سعت هذه الدول الى استاجار الموانئ اليمنية وعندما قوبلت بالرفض ساندت في تمدد الحوثي وحرصت على اعادة عفاش


كل التداعيات السابقة أسهمت بشكل كبير في نشوب حرب اهلية تستدعي ضرورة دخول اليمن في البند السابع.

عندها تتحقق الهيمنة الدولية بحجة اسناد الشرعية فينتج عن ذلك تراكمات سياسية واقتصادية تعيد هذا الوطن الى مرحلة الجهل والجوع المزمن، وهذا يعني انه لا يحق لاي كائن كان ان يصف هذا الوطن بالحديقة الخلفية، فما وصلنا اليه اليوم لم يكن لو لم تكن هناك مؤامرة اقليمية