آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:28م

اليمن والخليج العربي ومعادلة المصير المشترك

السبت - 19 يونيو 2021 - الساعة 07:21 ص

ناصر احمد بن حبتور
بقلم: ناصر احمد بن حبتور
- ارشيف الكاتب


المعادلة العاطفية المبنية على التاريخ المشترك والهوية الواحدة لم تعد ذات تأثير جاذب، فقد تعرضت تلك الروابط والمشاعر المقدسة لهجوم عنيف بواسطة بعض النخب  المأزومة، حتى اصبح الحديث عن التاريخ والهوية المشتركة ليس الا للسخرية والسخرية المضادة..

وامام تلك الحالة يجب على جميع دول الجزيرة العربية بأنظمتها وشعوبها التفكير بطريقة مختلفة خلاقة للبحث عن وسائل اخرى تضمن التعايش وصون المصالح المشتركة.،

الاحداث التي مرت على الجزيرة العربية منذ بداية تشكل وظهور الدول الوطنية في القرن الماضي تثبت بوضوح ان لا سبيل لاستقرار الجزيرة العربية الا بالسلام والتنمية للجميع ، ولن يستطيع اليمن الفقير الاستغناء عن دعم ومؤازرة دول الخليج كما فعل الاتحاد الاوربي مع اليونان.. ولن تستطيع دول الخليج بناء قبب حديدية تحمي مصانعها وابراجها من صواريخ وطائرات مليشيا مجنونة تتحكم بمصير  الجارة اليمن.

تلك هي اللغة والمعادلة التي ينبغي ان يعيها اليمينيون والخليجيون فالجغرافيا وحدها تلزمنا وتكفي لإن نفكر بشكل حقيقي في المصير المشترك، فلن تستطيع دول الخليج العربي ان تقتطع اليمن من جغرافيا الجزيرة العربية وترميه في البحر العربي لتعيش بسلام.. ولن يستطيع اليمن ان يدير ظهره للخليج ويربط مصيره باي قوة اقليمية او دولية اخرى، وقد سبق وفشلت تجربة اليمن الديمقراطي الذي انعزل عن محيطه وجواره الاقليمي. 

اذاً،
فالتكن المصالح المشتركة سياسياً واقتصادياً وامنياً هي المعادلة والمحرك الرئيس للعلاقات بين دول الجزيرة العربية وهي الجسر الحقيقي للعبور نحو الامن والاستقرار والتنمية واستقلالية القرار والمشروع الذي ممكن ان ينضج لمواجهة المشاريع الاقليمية الطامعة في هذه الرقعة الجغرافية الهامة جيوسياسياً واقتصادياً.

لدى الخليج الطفرة المالية ولدى اليمن الكتلة البشرية، ومع التكامل سياسياً واقتصادياً وامنياً سيزول خطر القوى الاقليمية الطامحة للتوسع، وستنتهي عقدة مضيق هرمز، وسيكون بحر العرب والمحيط الهندي المنفذ الاهم لدول الجزيرة العربية ، وسيتعاظم دورها وتأثيرها اقليمياً واممياً.

د. ناصر حبتور 
19/06/2021