إنه شعب غزة الأبية .
ذلك الشعب الذي يأبى الإنحناء والخضوع والركوع والذل للآلة الصهيونية والتواطؤ الدولي والخذلان العربي والإسلامي.
فمن تحت الأنقاض المتراكم ومن وسط الركام الهائل ومن واقع الخراب الضخم ...تطل علينا شابة فلسطينية اسمها سجى موسى تلك الفتاة ..فنانة تشكيلية.
عندما توقفت الحرب عادت إلى منزلها فوجدته مدمراً تدميراً كلياً فأخذت تبحث عن لوحاتها وأعمالها الفنية فإذا هي أثر بعد عين ...
تأملت ذلك المشهد المروع المفزع المخيف
القاتم _فرغم شعور الحزن والألم الذي انتابها _ إلا أنها استجمعت قواها وحزمت أمرها فقررت أن تقف على تلك الأنقاض شامخة رافعة هامتها وترسل رسالتها للعدو الصهيوني _الحاقد على الإنسانية عدو السلم السلام والأمن والأمان - فتقرر أن تصنع من ذلك الركام الهائل والدمار المريع .. ستة وعشرين لوحة فنية من مخلفات شظايا الصواريخ الحارقة وقِطَع الزجاج المتناثرة وأواني المنزل الممزقة فتضع تلك اللوحات الفنية الجميلة الرائعة على ظهر كومة ركام منزلها ..فتقعد بجانبها تتأملها لا بعينين تملأهما الدموع ولكن بعينين يملأهما الأمل !!
وتقول بلسان الحال وتنطق بلسان المقال فتقول : نحن باقون على أرضنا أيها الصهاينة
نحن ثابتون يا أعداء الإنسانية نحن صامدون يا أحفاد القردة والخنازير نحن مصرون على تحرير أرضنا ومقدساتنا من دنسكم ِ.
فغداً سنزيل نفاياتكم ..
غداً سنبعد هذا الركام الهائل , غداً سنبني غزة مرة أخرى , غداً سنعيد البسمة إلى شفاه أطفالنا , غداً سنحيي الأمل في نفوس شبابنا , غداً سنزرع حقلنا , ستزهر حدائقنا , سنبتي وطننا ..
نحن باقون ..
فلن تستطيعوا كسر إرادتنا ,
لن تقدروا على وأد حلمنا , لن تجرؤوا مرة أخرى على قصف منازلنا...
لأننا ببساطة نحن أصحاب الأرض وأنتم الغرباء .
فيا له من مشهد عظيم , ويا لها من صورة معبرة تختزل ألف مقال ومقال , ويا لها من لغة رائعة عبرت بها تلك الفتاة عن مدى حبها لأرضها وأهلها وشعبها , وإصرارها على مقاومة الاحتلال البغيض وبطريقتها البسيطة في شكلها الغزيرة في مدلولها .
إنه شعب عظيم يستحق الإحترام والتقدير والثناء .
