آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-12:28م

حضرموت إلى أين ياحضارم؟

الجمعة - 18 يونيو 2021 - الساعة 03:17 م

صالح فرج باجيده
بقلم: صالح فرج باجيده
- ارشيف الكاتب


مدينة سيؤون الطويلة او عروس الوادي كما يحلو للبعض تسميتها .. تقع على ضفة وادي حضرموت الجنوبية.

 

قبل اكتشافات النفط أعالي جبال المدينة جنوبا، كانت الحسابات أن تتم توسعة المدينة واعادة بنائها على الهضبة الجنوبية للمدينة، وتم البدء بشق عقبة جثمة كي تربط المدينة القديمة بالحديثة، وكانت الفكرة جيدة ومقبولة كونها تعمل على ربط حضرموت وتقريب واديها من ساحلها، وكون مناطق الهضبة الجنوبية ليست رمال وصحاري بل رؤوس وديان تنتهي بالساحل الحضرمي وبحر العرب.. 

 

بعد اكتشاف النفط على تلك الهضبة واستخراجه بكميات تجارية، تم الغاء تلك الفكرة الخاصة ببناء مدينة سيؤون الجديدة، ولكون النفط أغلى وأهم من الإنسان الحضرمي لدى القائمين على السلطة واصحاب النفوذ في حكومات العفافشة السابقين واللاحقين.. 

 

لم يجني الحضارم من نفطهم غير الويل والثبور والقهر وتلويث بيئتهم وانتشار الامراض والاوبئة، وبقي الحضارم يتجرعون سوء الخدمات وانعدام الامن والاستقرار.. ولازال الاغراب هم المتفيدين والمتكسبين. 

 

كان الحاكم الفعلي ولازال هو الأجنبي؛ المتحكم في القرار بعزل أو تكليف مسئولي البلدان الحضرمية، وهو الذي يتم تنفيذ رغباته وأوامره من قبل مرؤوسيه الذين يأتي بهم لاستمرار تسلطه اولا، وثانيا، والى مالانهاية.. ومن يشذ ويهتم لحضرموت اولاً؛ يتم عزله وابعاده..

 

ونتيجة لتلك السياسات تم نقل فكرة توسع المدينة للهضبة الشمالية لحضرموت، برغم كونها صحراوية ورملية تتصل بصحراء الربع الخالي المعروف عنها سوء طقسها وتصحر جوها، المهم ان الحاكم الرئيسي لايمانع في ذلك بل يباركه، وليبتعد السكان الحضارم عن حلم تجمعهم وتقاربهم في الهضبة الجنوبية، وايضا المحافظة على بقاء الذهب الاسود في الحفظ والصون. 

 

لكن تفاجأ الجميع بكون السلطات لم تعر أهل الهضبة الشمالية أي إهتمام أو تنسيق لاستحداثات فيما يدعون انها أراضيهم، وكون السلطة ضعيفة وليس لها من الامر الكثير، واساس بقائها هو التحالفات القبلية، فقد قامت قبائل الهضبة الشمالية بتكسير الاستحداثات المتمثلة بوضع حجر اساس لأول تجمع سكني على الهضبة، برغم ان من وضع ذلك الاساس كانت أكبر وأقوى سلطة بحضرموت على رأسهم قيادة السلطة وقادة منطقتين عسكريتين في المحافظة ومدير أمن ..

 

في الجهة الاخرى من المشهد تذهب السلطة بقضها وقضيضها لتحكيم القبيلة فيما أصابها من جنودها وعسكرها، وتحتكم لحكم القبيلة، وتضرب بالدستور والقوانين عرض الحائط، برغم انها يفترض ان تكون حامي حمى القانون والدستور وهو أساس كينونتها ..

 

التساؤل هنا لو كان من تعرض للضيم او القهر او القتل من غير فئة السلطات الحاكمة في الوادي..

هل سيتم عمل أي شئ؟ /ام تبكيه أمه/ مثلما يقول المثل الشعبي .. 

 

هل هذا الفعل من الدين والإسلام؟

أليس الناس سواسية؟

لماذا كل هذه المحاولات للتمايز، وإحياء الطبقية، واختلاق الفروقات بين الحضارم؟

قال تعالى كنتم خير امةاخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر .. 

وقال رسول الله صل الله عليه وسلم كلكم سواسية كأسنان المشط .. 

لافرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى؟

 

فهل هذه الافعال من الدين والاسلام.. أو حتى الحكم الرشيد...