آخر تحديث :الجمعة-29 مارس 2024-12:25ص

تاموها جيدا..

الأربعاء - 16 يونيو 2021 - الساعة 12:00 ص

عبدربه الزهري
بقلم: عبدربه الزهري
- ارشيف الكاتب


على تلك الرمال الحارقة باشعه شمس الظهيرة الملتهبة جاء يركض وبيده بعض حبات التمر التي اختلطت بحبات الرمل المتراكمة على كثبان منطقه عمران الساحلية التي كان لها شرف احتضان مقاتلين صلاح الدين وفقم وعمران وباقي المقاتلين الذين حضروا من كل فج عميق دفاعا عن شرف المدينة وأهلها الطيبين.

لم نسأله ما اصلك وفصلك .

أو من اين انت .. ولم يسألنا هو ...فالكل كان واحد والواحد كان الكل....في تلك الحقبة.

انتصر ذلك المقاتل وانتصرنا جميعا في تلك الجبهة التي كنا فيها-- وكسب الجميع المعركة . واحتضن البدوي اليافعي وتعانق العدني مع الضالعي ورقص الصبيحي مع الشبواتي على انغام الصوت اللحجي الجميل.

بعدها رحل الجميع من على تلك الكثبان الرملية.

رحل الجميع بعد أن اختلطت على محياهم ملامح الفرح والسرور ..والحزن الشديد في نفس الوقت.

فرح الانتصار على اخطر والعن عدو عرفه الجنوب .. وحزن على دماء الشهداء التي اختلطت بحبات الرمل والتمر حتى ارتوت منها كل كثبان عمران الحارقة .

لقد رسمت بدماء الشهداء  اجمل لوحات الانتصار في  العالم وأكثرها روعه وبهاء على مر التاريخ الجنوبي قديما وحديثا... اتعرفون لماذا.

لأن الكل كان واحد ... والواحد كان الكل.

ولم نسئل أحد في تلك الفترة من اين انت ..أو يسألنا أحد من اين انتم..