آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-10:37م

إنتهى الموضوع

الأربعاء - 16 يونيو 2021 - الساعة 08:09 م

منصور الصبيحي
بقلم: منصور الصبيحي
- ارشيف الكاتب


الصمود الذي أبداه ما يعرف بأنصار الله الحوثيين منذ إندلاع المعارك مارس 2115 حتى يومنا هذا، وفقا لظاهر الأفعال فقط ودون التفتيش عن خوافيها وغوايبها، هو بكل المقاييس يعتبر صموداً أسطوريّاً لا غبار عليه ولا لبس فيه أستحقّوا عليه أخيراً جائزة إعترافاً رسميّاً عالمي وإقليمي، وبموجبهِ سيصبحونَ ذا قيمةً. وقيمة غير متوقّعة، ومن بعد المصالحة المزّمع عقدها بينهم وبين جميع الأطراف، برعاية أممية وإقليميّة، وبالتأكيد رصيدهم لن يقف عند هذا الحد بل سيواصل التقدّم وبحصد المزيد من النجاحات.

وبالمقابل يعتر الخنوع والتراجع الذي أعترى طرف الشرعية إستناداً إلى ما لديها من امكانيات لا تعد ولا تحصى معززة بالتحالف العربي وبدخوله على الخط يعمل إلى جانبها، هو وبكل المقايس يعتبر فشلًا أسطوريّاً، أيضاً لا لبس فيه ولا غبار عليه، وبموجبهِ سيلحقها من التبعات والسلبيات الكثير.

 

ومن الأمور التي إستقيناها من الأثر وما زال يطربنا سماعهِا باستمرار، إلى أن أضحت تجري بيننا كالمسلمات، وعلى النحو: "أن جزءاً كبيراً من شعب الشمال اليمني لا يولي الثوابت والقيم اي إهتمام يُذكر، إلّا في ما ندر منها، وبما يتفق مع مصالحه ورغباته، لذا قد يمسي في أتجاهٍ ويصبح في آتجاهٍ آخرٍ، وهكذا هي دلّت الوقائع وأثبتت التجارب عنهم حديثاً وعن تكييفهم مع جديد الأحداث بسرعة، وأعطيك مثالاً: لنا أن نتذّكر الرئيس صالح وتباهيّه عن ما عرف في عهده بقبائل الطوق، وأخذ هو يُغدق العطأ عليهٍم وعلى جهابذتهم، يطريهم ويصفهم بعبارات المديح والثناء، فلما قدم الحوثييّن يزحفون بعدتهِم وعتادهِم يطوون المسافات طيّ السماء للسحب، حينئذ أول من أفتتن بهم وسلّم صنعاء كانوا هم قبائل الطوق ذاتها..المعيار هذا كما يترائ لنا في الوقت الحالي سهل علينا تقبلّه، لكنه مؤشر خطير ينذر بخللٍ كبير في بناء التوازنات السياسية على الساحةِ اليمنيةِ مستقبلاً، شريطة حال التوافق وإستقامة الجميع عملاً بالسلام. 
 
وما يجدر بنا ذكره ومن حيث أن الشعب اليمني صعب المِراس متحوّر المزاج، وكما عرف عنه كثيراً ما يخالف التوقعات، وإذا تفعّلت هذه الميزة والأسلوب بقوة لديه، فقد يفاجئ الجميع ويربك حسابات التحالف والشرعية، وليخسرا الرهان في مناطق هي تشكّل مصدر قوة لا بأس بها، وبخسرانها ستضيف جديدا إلى قوة الطرف الآخر والذي هو أصلاً غدى ذو كرازميّة وإثارةً دراميٌةً يمتلك مساحة بشريٌة لها طولاً وعرضاً، إذ تمكّن في فترة وجيزة وعلى نطاقٍ واسعٍ أن يستميلها، وليصبح في نظرها ليس هو ذلك الانقالابي المتمرّد من خطف الدولة وسلّمها لأعداء الوطن لكنه يتّصف عندها بمكرماتٍ صالحاتٍ توجّب حمايتها والانتباه عليها.


وإذا كانت الشرعية مع من يقف خلفها، وبهذا الشكل من النكوس المفاجئ وبطريقة مباشرة وغير مباشرة تسلّم بخسارتها لأراضي واسعة من معركتها العسكرية شمالا، وما تبقى تحت يدها يعتبر في وضعٍ متذبذبٍ غير مستقرٍ إلى الآن.ما عداها الجنوب من هو على خلاف من ذلك، ودوماً يتميّز بالطيبةِ وبالوفاء، لكن العيب الذي يشوبه عن ما تنطوي عليه ذاكرته من المآسي وما تختزنه من ألألام إلى ما يعلق في وجدانه من إعتمالاتٍ بعقدٍ متسلسلة ومترابطة، صار من الصعب عليه نسيانها وتجاوزها، "وناطر المشهد الأخير من الدراماء عن ماذا سيسفر من نهاية مفرحة او محزنة له؟.

 ووفقا للإجندات السابقة واللاحقة التي مُرست بحقّه وباتت معروفهً للجميع، وبالتالي وإذا أصيب بخيبة أمل لا سمح الله وأكتوى مجدداً بنار الغّبن والإحباط، فقد يعاند ويركب رأسه هو الأخر ليتحوّل من ساعته فاقداً للبوصلة يسير في طرقٍ متعاكسةٍ ومتشعّبةِ، وهكذا يكون التحالف والشرعيّة سلّما بالمعركةِ جنوباً مثل ما سلّما بها عسكرياً شمالاً، وليصبح إلشارع اليمني بعد ذلك من أقصاه وإلى أقصاه كله مصاب بطَرَشٍ أسمه الحوثيّن وإنتهى الموضوع.