آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-05:21م

الجنوب بحاجة إلى العقول التجارية والمشاريع الإستثمارية المستدامة..!!

الأحد - 13 يونيو 2021 - الساعة 09:04 م

علي عسكر
بقلم: علي عسكر
- ارشيف الكاتب


إلى متى سيظل التركيز والتسابق المحموم للتجار ورجال المال والأعمال بالجنوب على الإستثمار بإفتتاح محلات الصرافة والمولات والمطاعم السياحية فقط بينما نفتقد للمشاريع الإستثمارية المهمة والمصانع الصغيرة  التي تلبي لنا أبسط الأحتياجات التي تجعلنا نكتفي ذاتياً وتجعلنا نقلل وإلى حد كبير من الإعتماد الكلي على الواردات التي تاتينا من المحافظات الشمالية..!!
أليس من العيب أن لا نستطيع في الجنوب  من إنتاج وعلى سبيل المثال وليس الحصر الزبادي والألبان الطازجة على أقل تقدير..؟!
لماذا لا نشاهد أو نسمع عن عقد ندوات او ورش عمل تهتم بالجانب الإستثماري والمشاريع المستدامة التي تعيد لمدينة عدن بريقها اللامع سابقاً كمدينة تجارية وحضارية ومدنية بعيداً عن المظاهر العسكرية المسلحة والتي  باتت تشوه جمالها وتؤثر سلباً على مكانتها وموقعها الإستراتيجي الهام ..!!

يجب على قادة المجلس الإنتقالي تفعيل اللجنة الإقتصادية ومعرفة كل ما يحتاجه المستهلك الجنوبي ثم بعد ذلك العمل على تسهيل الإجراءات التي تشجع المستثمر للقدوم إلى الجنوب وبالذات مدينة عدن..!! 

لقد كانت الفرصة مواتية جداً وكان ينبغي إستغلالها خير إستغلال من جانب  اللواء عيدروس الزبيدي أثناء تواجده في السعودية والإمارات للجلوس مع التجار  الجنوبيين وشرح لهم كل ما يحتاجه المواطن حالياً وحثهم على الإستثمار في الجنوب..!!

من المتعارف عليه وهو بالمناسبة توجه صحيح وسليم بل وعقلاني بأن  الراسمال دائماً جبان ولا يغامر بسهولة  للإستثمار في البلدان المضطربة وغير الأمنة والمستقرة كحال الجنوب في الوقت الراهن وهذا بدون شك من حق كل مستثمر..!!
إذن لماذا لا نرى في الجنوب من يدعو إلى تثبيت الأمن والإستقرار والعمل على ذلك بكل جهد وإخلاص ثم  يتبنى عملية  الترويج بالجانب  الإستثماري في مشاريع تعود بالمنفعة طويلة الأمد..!!
أول تلك الخطوات لجذب الإستثمار  هي وقف أعمال  البلطجة التي يمارسها بعض ممن يلبسون البدلة العسكرية بأسم الجنوب وتحت رايته  ثم الوقوف وبحزم أمام قراصنة البر ممن يلهثون خلف البسط الهستيري المسعور على الأراضي..!! ثم بعد  ذلك إقناع النخب السياسية وبالذات قادة المجلس الإنتقالي وقيادته في السلكين الأمني والعسكري بأهمية وجود  الإستثمارات والبداية ستكون برجال المال الجنوبي..إذ أن هذه الخطوة ستساعد كثيراً في نمو وإزدهار الجانب الأقتصادي بالجنوب والذي حتماً سيعود بالخير والمنفعة على الجميع ولكن لن يأتي المستثمرين الكبار ما لم يكن هنالك الأمن والآمان والاستقرار وتوفير المناخ والبيئة المناسبة والملائمة لنجاح هذه الخطوة ولكن قبل كل ذلك يجب فرض هيبة الدولة وفرض هيبة الدولة يكمن في التعامل بروح القانون من خلال فتح النيابات والمحاكم وتقديم البلاطجة وكل من له علاقة بزعزعة الأمن والأستقرار في عدن وقمع كل من يفرض الاوتاوات على أصحاب المحلات التجارية لمصالحهم الخاصة من دون وجود مصوغ قانوني وتشريعي يسمح لهم بجمع هذه الجبايات كما يجب كذلك محاكمة كل من ثبت تورطهم بالنهب والبسط غير المشروع  على  الأراضي بالباطل لكي ينالوا جزائهم العادل ويكونوا عبرة لمن يعتبر..وفي حال  تطبيق هذه الإجراءات التي  ستكون من دون شك بمثابة أقوى رسالة لبث المزيد من الطمانينة في قلوب كل من يرغب الإستثمار بالجنوب ..!!

كم هو مؤسف بل ومؤلم عندما نشاهد الكثير من المستثمرين والتجار الجنوبيين الكبار وهم يغادرون أراضي  السعودية بعد الإجراءات التعسفية والظالمة التي أتخذتها السعودية مؤخراً بحق العمالة الأجنبية حيث أتجه الغالبية العظمى منهم للإستثمار في مصر وبعض الدول  من دون أن يفكر أحد منهم للإستثمار في الجنوب وبالذات بالعاصمة عدن..!!
لماذا وطوال أكثر من ست سنوات على دحر مليشيات الحوثي الغازية من الجنوب لم نستطيع تقديم  ألنموذج الأفضل والمشرف لشكل الدولة الجنوبية القادمة!! 

سيقول البعض بأن المؤامرات الكثيرة والمتكررة من النخب الشمالية حالت دون ذلك وأنا لا أنكر من وجودها؟!  
ولكن أسمحوا لي بأن أرد على هذا القول..  أليس لكل فعل رد فعل.؟!!

إذن ياترى ماذا فعلنا من ردة الفعل القوية من خلال التصدي وإحباط  هذه المخططات والمؤامرات الخبيثة والكشف عن مموليها الجبناء وتقديمهم للمحاكمة على وجه السرعة  ؟! 
قطعاً لم نفعل شيء حيال ذلك سوى توجيه الإتهامات من دون وجود دليل قوي يدين هؤلاء بل أكتفينا  بتعليق ذلك الفشل الذريع في كل الجوانب على شماعة الأطراف المعادية للجنوب..!!

إذا أردنا فعلاً النهوض بجنوبنا الغالي فيجب أولاً كسر الإحتكار أو الدخول بمنافسة شريفة مع تجار الشمال الذين يستوردون من الخارج السلع التجارية وبالذات المواد الغذائية..!!
يجب علينا  رص الصفوف وتكريس عبارة  الجنوب يتسع للجميع قولاً وفعلاً وإثباته بالملموس على أرض الواقع وليس الإكتفاء فقط  بتردده بكلمات وجمل إنشائية عقيمة لا تغني ولا تسمن من جوع..!!
 الجنوب بالوقت الراهن يحتاج إلى الخطابات العقلانية التي تدعو للمحبة والتسامح وليس لخطابات التخوين والتفرقة والبغضاء.. نحتاج إلى التعامل  بمصداقية وليس دغدغة المشاعر بالوعود السرابية الكاذبة ..!!
الجنوب يحتاج إلى العقول الإقتصادية النظيفة..
الجنوب يحتاج إلى   المشاريع الإستثمارية المجدية والمستدامة.!!