آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-09:01م

حرف عدنية جوالة

السبت - 12 يونيو 2021 - الساعة 02:38 م

عصام مريسي
بقلم: عصام مريسي
- ارشيف الكاتب


عدن جامعة المتضادات وحاضرة جنوب الجزيرة العربية والقريبة من دول جنوب شرق أفريقيا والمجتمعة مع شرق آسيا في المحيط الهندي جعلها مزيج من الثقافات وتداخل تاريخها بتاريخ الشعوب من حولها فانتشرت مهن وحرف سادت حتى نهاية القرن الماضي ومع التسابق العلمي والمهني أخذت تتلاشى شيئاً فشيئاً حتى اندثرت ولم يعد أحد يلاحظها وأن بحث ودقق البحث لن يجد إلا بقايا من هنا أو هناك أو محاولات لتقليدها وإحياؤها .

من تلك المهن الغابرة منجد الفرشان الذي كان يجوب الشوارع بآلته التي يستخدمها لفصل القطن المتراكم عن بعضه البعض أو الليف المستخرج من جدور النباتات وهذه الآلة هي عبارة عن قوس خشبي يشد إليه وترين ومن خلال العصا التي يمررها بين الأوتار تفصل التراكمات القطنية والليفية عن بعضها البعض ثم يلبسها الغطاء الجديد المصنوع من القماش الذي يعيد للفرش رونقه وجماله, وفي الغالب كان منجد الفرش يحدث أصوات من خلال ملاعبة الأوتار حتى يعلم الناس بوجوده كنوع من الإعلان آنذاك.

ومن الحرف المنتشرة في العقد الماضي حرفة حدادة السكاكين حيث كان يتجول المحدد في الشوارع في معظم أيام السنة وعلى وجه الخصوص يكون تجوله متكرر قرب المناسبات والأعياد وهو يحمل آلته المصنوع على قوائم خشبية وتضم في جنباتها حجر تعمل على سن السكاكين والمقصات من خلال تدوير عجلة قرب قدمه تعمل على تدوير الحجر وبذلك تحدد السكاكين القديمة وهو في تلك الاثناء يعلن عن نفسه وهو يصرخ محدد السكاكين ويكر تلك العبارة على شكل نغمات متناسقة.

ومن المهن الجوالة التي اختفت بائع الآيسكريم حيث كان يجوب بعربته المصنوع من الخشب والتي تحوي حافظات للثلج المبشور حيث يضعه في قوالب ويصب عليه سائل العصير حتى يظهر بصورة الآيسكريم أو الآيسكريم المصنوع من الثلج والحليب ويسمى سكريم ملاي وفي لثناء تجواله يعلن عن نفسه وهو يدعو لبضاعته سكريم ملاي يا عيال.

ومن المهن بائع الخبز الجوال( الروتي) الذي يجوب  الشوارع بعربته الخشبية معلن عن نفسه وبضاعته في أثناء تجواله القريبة من مواعيد الفطور والعشاء وفي رمضان في وقت السحور ويعلن عن نفسه  بالنفخ على بوقه رافعاً صوته الروتي الحامي.

ومن الحرف الاسكافي المتجول وربما هذه الحرف ما زالت متواجدة إلى اليوم وفي أثناء تجواله يضرب على الآلات والأدوات التي يستخدمها في حرقته محدث نغمات رنانة نلفت الأنظار إلى وجوده.

وكذا من المهن بائع البازلاء ( العتر) وهو يحمل على عربته الطست الكبير الذي يطبخ فيه مادة العتر وقوارير تحوي الفلفل الأحمر والخل وبعض الخضروات المبشورة التي يزين بها أطباق العتر.

فكثير من تلك المهن اندثرت زمنها مازالت قائمة مع تغير بعض الامور فيها لتواكب الحاجة اليوم .