آخر تحديث :الخميس-28 مارس 2024-07:02م

خطورة استمرار عشوائية الإذاعات المحلية في اختلالات الطيران المدني في اليمن

السبت - 12 يونيو 2021 - الساعة 10:38 ص

عبدالرحمن علي علي الزبيب
بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


تشويش خطير يعاني منها الطيران المدني في اليمن بسبب عشوائية الإذاعات المحلية الذي انتشرت بسرعة في الآونة الأخيرة دون تنظيم لها .

اثناء مشاركتنا في المؤتمر الوطني الأول للأمن السبراني في اليمن التقيت مصادفة بمهندسي طيران اوضحوا مخاطر استمرارية عشوائية الإذاعات المحلية وتداخل ذلك وتشويشه على منظومة تنظيم الملاحة الجوية في اليمن وقد لفت استماعي واهتمامي هذا الموضوع وقررت مطالعة تفاصيلة وقراءة بحوث ودراسات واوراق عمل عن هذا الموضوع ومن تلك الدراسة التي طالعتها ورقة عمل تضمنت موقف منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) فيما يتعلق بالمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية الذي سنوضح تفاصيل ورقة العمل ضمن هذه الدراسة والمقال الموجز الذي نوضح فيه مخاطر وتحديات هذا الانتشار غير المنضبط وغياب التنظيم  للإذاعات المحلية في اليمن والذي يتسبب في تشويش التواصل بين الطائرات المدنية وابراج المراقبة في المطارات اليمنية وحصول حوادث اصتطدام الطائرات المدنية في الأجواء بسبب غياب التوجيه والتنظيم عبر التواصل اللاسلكي عبر طيف وتردد راديو محدد يستلزم ان يكون مستقل ولا يتداخل مع تردد الإذاعات المحلية ولايشوش على التواصل اللاسلكي .

وهذا ما قامت وتقوم به منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والاتحاد الدولي للاتصالات لتنظيم ذلك في للمؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2019 (WRC-19) الذي عقد في جنيف بتاريخ  28-18 فبراير 2019 وتم مناقشة احترام وانفاذ الاتفاقية الدولية - الإيكاو - بشأن الطيران المدني الدولي، الموقعة في شيكاغو في 7 ديسمبر 1944، والتي عدلتها الجمعية العمومية للإيكاو (الوثيقة 7300) والذي تم ادراج هذا الموضوع ضمن جدول أعمال المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2019 الذي عقده الاتحاد الدولي للاتصالات، وناقش النقاط التي تهم مجال الطيران وتعرض موقف الإيكاو بصدد بنود جدول أعمال المؤتمر.

وشدد موقف الإيكاو إلى حماية قدرة قطاع الطيران على استخدام الطيف المحمي بشكل مناسب في الاتصالات الراديوية ونظم الملاحة الراديوية التي تدعم التطبيقات الحالية والمستقبلية الخاصة بسلامة الرحلات الجوية. وشدِّد الموقف، بوجه خاص، على أن اعتبارات السلامة تتطلب ضمان توفير الحماية الكافية من التداخل الضار.

ودعا الى وجوبية أن تدعم الدول الأعضاء موقف الإيكاو، بالدعم في المؤتمر العالمي للاتصالات الراديوية لعام 2019، إلى جانب ضمان تلبية احتياجات الطيران.

والإيكاو هي  منظمةٌ متخصصة تابعة للأمم المتحدة وتوفر الإطار التنظيمي الدولي للطيران المدني

واتفاقية الطيران المدني الدولي هي معاهدة دولية تنص على الأحكام اللازمة لضمان سلامة الرحلات الجوية على أراضي دولها الأعضاء فيها البالغ عددها 193 دولة وفوق أعالي البحار.

وهي تشمل التدابير اللازمة لتسهيل الملاحة الجوية، بما في ذلك القواعد والتوصيات الدولية التي يرمز إليها بالمصطلح  (SARP)

وقواعد الإيكاو القياسية لها سلطة القانون من خلال اتفاقية الإيكاو، وتشكل إطاراً تنظيمياً للطيران  يتضمن إجازة العاملين في هذا المجال  وتحديد المتطلبات الفنية اللازمة لعمليات الطائرات، وشروط صلاحية الطائرات للطيران  والمطارات والنظم المستخدمة لتوفير الاتصالات والملاحة والاستطلاع فضلاً عن غيرها من المتطلبات الفنية والتشغيلية.

وهذا ما يستلزم سرعة اتخاذ الإجراءات العاجلة لتنظيم الإذاعات المحلية واتخاذ إجراءات تضمن عدم تشويش التواصل بين الطائرات ومنظومة تنظيم الملاحة الجوية باعتبارها من الشروط والمباديء لاستمرارية حركة الطيران وتشغيل المطارات وصول واقلاع الطائرات من والى المطارات في اليمن او عبور الأجواء اليمنية وفقا لخطوط ملاحة منظمة ومنضبطة خالية من أي تشويش او تداخل او اختلال يتسبب في حوادث طيران لاسمح الله .

بسبب الانتشار العشوائي للإذاعات المحلية في اليمن والتشويش الناتج من ذلك تقوم خطوط الطيران العالمية بسلوك أجواء دول مجاورة وتتحاشى المرور من الأجواء اليمنية خشية الحوادث المرورية للطائرات المدنية في الأجواء مما يفقد اليمن ملايين الدولارات الذي كانت تعتبر ايراد جيد لخزينة الدولة مقابل مرور الطائرات الدولية في الأجواء اليمنية وتحولت تلك الإيرادات للدول المجاورة.

ما يحصل حاليا من تشويش الإذاعات المحلية على منظومة التواصل اللاسلكي بالطائرات المدنية في الأجواء اليمنية يعطل طرق الملاحة ويقطع التواصل والتنظيم وتصبح الأجواء اليمنية مثل خطوط السير بدون شرطة المرور ودون إشارات المرور على الأرض ربما يحصل ازدحام وحوادث بسيطة لكن في الأجواء الموضوع خطير جداً ومرتبط ذلك بشركات التامين التي تحذر من سلوك أجواء دولية مشوش التواصل بين الطائرات ومنظومة تنظيم الملاحة الجوية وترفع شركات التامين غطاؤها التاميني عن شركات الطيران التي تخالف وتتجاوز التحذيرات وتتحمل مسؤولية حوادث الطيران وهذا ما تتحاشاه كافة شركات الطيران الدولية ..

معظم الطائرات الدولية التي عبرت الأجواء اليمنية كانت مغامرة خطيرة جداً حيث كان هناك تشويش خطير على أجهزة التواصل والملاحة بسبب تداخل ترددات وطيف الراديو اللاسلكي للتواصل مع الإذاعات المحلية وبدلا من تواصل قائد الطائرة مع أبراج ومنظومة تنظيم الملاحة الجوية يستمع قائد الطائرات لاناشيد وطنية وزوامل وبرامج إذاعية تتداخل تردد تلك الإذاعات من راديو تواصل الطائرات المدنية ..

البعض يطرح ويبرر استمرارية عشوائية الإذاعات المحلية دون تنظيم خوفا من اغلاق محظ الإذاعات المحلية بسبب الرسوم الباهظة والإجراءات المعقدة للحصول على تراخيص لها وهذا يستلزم معالجة سريعة لمنح إعفاءات من الرسوم وتبسيط إجراءات الحصول على تراخيص للإذاعات المحلية لتحفيزهم على الانضباط والتنظيم والحد من تداخل ترددات تلك الإذاعات المحلية مع تردد التواصل اللاسلكي بين الطائرات المدنية وابراج المراقبة وأجهزة ومنظومات تنظيم خطوط الملاحة الجوية في الأجواء اليمنية .

الموضوع خطير والمعالجة بسيطة جداً جداً وتتمحور فقط في تنظيم الإذاعات المحلية وفق رؤية ودراسة فنية هندسية وتحديد تردادات محدده لا تتداخل ولاتشوش على أجهزة التواصل اللاسلكي بين منظومة تنظيم الملاحة لجوية وبين الطائرات المدنية .

كان هذا الموضوع غير هام سابقاً بسبب احجام ورفض شركات الطيران الدولية دخول اليمن بسبب الحرب وتوقفت معظم خطوط الملاحة الجوية في اليمن بسبب الحرب وبسبب التشويش الحاصل من الإذاعات المحلية العشوائية لكن ؟؟

حالياً وفي ظل التفاهمات الدولية والوطنية لأعاده فتح المطارات في عموم اليمن والذي ستعود شركات الطيران الدولية للعمل في اليمن يستلزم معالجة موضوع عشوائية الإذاعات المحلية وإعادة تنظيم الملاحة الجوية وإزالة التشويش الحاصل حالياً لأجهزة التواصل اللاسلكي الراديو بين الطائرات المدنية ومنظومات تنظيم الملاحة وخطوط حركة الطيران في الأجواء اليمنية .

وفي الأخير :

نرفع بلاغ الى الهيئة العامة للطيران المدني في اليمن بوجوبية سرعة اتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية اللازمة بالتنسيق والتعاون مع وزارة الاتصالات والجهات ذات العلاقة لتنظيم الإذاعات المحلية وإيقاف العشوائية الحاصلة حالياً وبما يضمن عدم تداخل ترددات وبث الاذاعات المحلية مع منظومة الاتصالات اللاسلكية الخاصة بالملاحة الجوية بين الطائرات في الأجواء ومنظومات تنظيم خطوط الملاحة الجوية لها من اقلاع وهبوط ومرور في الأجواء اليمنية ..

ونخشى من استمرار التباطؤ في معالجة هذا الموضوع الخطير حتى يحصل حوادث طيران مؤسفة او تتعطل وتتأخر حركة وانسياب حركة الطيران في الأجواء والمطارات اليمنية  ونؤكد على خطورة استمرار عشوائية الإذاعات المحلية في اختلالات الطيران المدني في اليمن

بقلم/ عبدالرحمن علي علي الزبيب

باحث ومستشار قانوني – اليمن