آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-10:02م

تربية الناشئة

الجمعة - 11 يونيو 2021 - الساعة 10:55 م

حسين السليماني الحنشي
بقلم: حسين السليماني الحنشي
- ارشيف الكاتب


فإنه من أهم ما يطمح إليه الإنسان في دنياه، ومن أعز الأمنيات على قلبه، وأجمل الرغبات في نفسه: أن يرزقه الله ذرية طيبة وولداً صالحاً وهي من أعظم النِّعم التي ينعم الله بها على عِباده وقد وصف الله عزَّ وجلَّ عباده بأنهم يدعونه أن يهب لهم ذرية نقية صالحة تسعدهم، يقول الله تعالى( ربنا هب لنا من أَزواجنا وذريّاتنا قرّة أَعيُن واجعلنا للمتّقين إِماما)
وهم، قرة العيون، وفلذات الأكباد، وبهجة الأعياد، ونبض المجتمعات بهم يحلو العمر ، وعليهم تعلق الآمال ، وحسن تربيتهم وبركته يستجلب الرزق ، وتنزل الرحمة ، وتتطور الشعوب ، وهم عماد الحياة وتطلعاتها. للغد المشرق وأمل المستقبل، وبهم تبني الاوطان ويقاس بنضجهم وتقدمهم ونجاحهم تقدم الأمم ونجاحها، وهذا الامر لايقوم الا اذا حسنت تربيتهم.الخاصه والعامه الموجهه توجيها صحيحا.مبني على القيم الاسلاميه.      
فبصلاحهم وتربيتهم عملٌ  شاق يتطلب جهود جباره يشارك فيها اهل التخصص ويرسم لها خطوطها المستقيمه التي من خلالها تصل الى غايات ومتطلبات النهوض المنشود وبناء جيل مسلح بالقيم التي يقوم عليها المجتمع وهي اصوله الثابته المنبثقه من دين الامه. وهذا الجيل تستمر بركته للمجتمع وحتى الابوان بعد مماتهم حين يكون النشئ صالح.
وبإرشاد الناشئه وتعليمهم،قد اوجبه الله علينا.
فالتفريط في رعاية الشباب والناشئة ، خيانة عظمى ومصيبة كبرى وحتماً ستحط رحالها بالأمة وربما كانت الجرائم وحتى الصراعات السياسيه من كوراث وانحرافات  ومواجع وفاجعات ،  كان سببها الرئس الإهمال في تربية الناشئه وعدم العناية بها من الاولاد والبنات .وهذا ما نعيشه اليوم من جيل للاسف سرق علينا.والمسؤل عنه وعن ضياعه في الاصل الاول المؤسسات الرسميه التي تدعي انها تقوم عليه.
نخشى أن ينزلق الأبناء الى اكثر مما نلاحظه اليوم. وما تلكم المجتمعات الفاشلة الا ضياع المؤسسات التربويه ، 
فلابد من رأب الصدع ، وترميم جدار التربية  ولا بد من رعاية الشباب والناشئة حتى يكونوا نواة صالحة لدينهم ومجتمعهم ، ولبنة بناء لعقيدتهم وأمتهم .حتى تواكب المجتمعات فيما لديه من قدرات. وتسابق في كافة المجالات. 
قال تعالى : " وقفوهم إنهم مسؤولون " ،  فنحن مسؤولون عن انحراف الجيل من الشباب ، ومحاسبون عن تربيتهم أمام الله سبحانه وتعالى.
فـالـتربـيـة  ليست بتلبية حاجاتهم من مأكل ومشرب وقضاء حوائجهم، أو تعليمهم بر الوالدين فقط، إنما هي أسمى و أرقى من هذا،بالنسبه للابوان
فالتربية تكون برعاية الأبناء رعاية دينية على كتاب الله و هدي نبيه عليه الصلاة والسلام .
وتشترك في التربيه المؤسسات التربويه منها المسجد والمدرسه  الموجهه من قبل الدوله وهي الاهم في بناءجيل مسلح بهذه القيم.
والـتـربـيـة هي العناية بالجيل من جميع النواحي. الجسدية و العقليـة والروحية والوجدانية ، كل هذا وفق منهج الله .
فتربية الناشئه ورعايتهم مسؤوليّة قد يتسبّب إهمالها وعدم حفظها في مصير مؤلم ينتظر.المجتمع من التفريط في تربية الناشئه ، أو التخلي عن المسؤولية تجاههم ، فهذا هو الغدر ، وتلكم هي الخيانة ، وذلكم هو الغش الموصل إلى عقاب الامه في الدنيا من جيلها الذي يقتل الحياه ويدمر المنجزات وهنا تعيش الامم اصعب لحظات حياتها لان العدو ليس كما يظن الآخرون هو على الحدود بل تلاحظه في كل البيوت والازقه وندفع ثمن ذلك بشكل ليس بيسير.
  وكما يقول النبي صل الله عليه وسلم " ما من عبد استرعاه الله رعيّة فلم يحطها بنصيحة إِلّا لم يجد رائحة الجنّة " وهذا الحديث صريح في المحافظه على الجيل والمسؤليه التي تقع على عاتق المسؤل وهم الابوان والمؤسسات الرسمية القائمه على هذا والجيل وهو الرعيّه الذي يجب الاعتنا بها.
وقد أولى الله الطفل عناية فائقة منذ أن يتخلق جنينا في بطن أمه  وحتى يبلغ الرشد، و جعل له حقوقا شرعية مادية و معنوية أثبتها في كتابه و سنة نبيه و ألزم بها والديه .وقال صل اللّه عليه وسلم  " وإِن لولدك عليك حقّا "  

فمن ضمن الحقوق والرعاية لهم  التربية الصحية والبدنية فهي حق من حقوق الناشئه؛ وواجب من وجبات ومسؤوليات الآباء. والدوله.
 ومن ضمن الرعاية التربية النفسية والعقلية فهي حق من حقوق الناشئه التي تحافظ على ما اعطي من مفاهيهم لمواكبة مسيرته.
فمنها اختيار الاسم الحسن، فلا يجوز للأب أن يطلق على ابنه اسما يتأذى منه ولا المعلم يطلق الفاظ غير مرغوبه  نفسيا، فيتبرم من المناداة ومنها  . ويدخل البلاء لباله وعقله، فيتربى على العنف والفظاظة والغلظة. 
  ومسؤولية التربية الصحيحة هي الإلمام بأسس العناية السليمة  فليست التربية عنف كلها ولا رخو جلها. هكذا هي التربية عمل مجهد يراعي فيه القائم عليه كل النواحي ولا تاخذه غفله عن تلاميذه حتى وان غابو عنه فعليه الالمام بكل المعاني الجميله وينشط فيهم المعنويات الحماسيه التي تدفعهم للنجاح بشكل مريح ويعكس هذا النجاح على حياة المجتمع كاملا، أما أن يعتقد أو يظن  أن التربية تكبيل بالسلاسل وضرب وسجن في غرفة مظلمة مدلهمة فيخرج لنا جيل تسيل دماؤه وتنتفخ أوداجه يخاف من خياله ويهرب من ظله ويغضب ويثور لأتفه الأسباب ، فيكن العداء لمجتمعه ، والبغضاء لوطنه .للاسف كما يحصل في بعض المجتمعات. وتغيب عنهم اعادة تأهيله ليكون فرد مشارك في بناء وطنه.
ونقول في الاخير للآباء الأفاضل والمعلمون الاماجد  إن أحسستم بالعجز، فارفعوا أكفّ الضراعة إلى الله ب الدعاء.  
والحمدلله رب العالمين