من المسئول على مصانع الخرسانة والبلك ؟

كما وعدتكم سابقا، سوف أتطرق إلى موضوع مصانع الخرسانة الجاهزة، والذي يعتمد بعضهم على اﻷرباح في الربح الحرام، بمعنى أنهم يغشون في كميات الخرسانة، فبدﻻ من 9متر مكعب، يتم تحميل 8 مترمكعب، ونقص في كمية عدد اﻹسمنت، فبدﻻ من 7 أكياس للمتر المكعب يتم عمل 6 أكياس فقط، وهناك غش في جودة المواد المستخدمة في الخرسانة من إسمنت ونيس وكري، ويقومون بزيادة المياه أثناء الصب.

ﻻ يعتمدون كميات الخرسانة المحددة، من قبل المهندس المشرف على المشروع، بل يرسلون مندوب من لديهم وبالغالب ﻻ يكون مهندس، هذا الشخص أين كان مهندس أو غير مهندس، يقوم بتقدير كميات الخرسانة المطلوبة، بزيادة ﻻ تقل من 2 متر مكعب إلى 3 متر مكعب، على الكميات المطلوبة للمشروع، بدعوى تنظيف ما صورة الونش وما يتبقى في حوض الونش.

وإذا لم يوافق مهندس المشروع، على  الكميات الزائدة من قبل مندوب مصنع الخرسانة، ويصر على أن الكميات المرفوعة منه صحيحة 100%، ولذلك قاموا بوضع شرط في عقد اﻷتفاق، يقول إذا حدث نقص في الكمية، يتحمل  صاحب المشروع تكاليف التأخير، وأسعار إضافية زائدة للكميات الجديدة، مما يضطره للقبول بكميات مندوب المصنع، رغم أن النقص في الغالب يكون من لديهم ..

وهناك الكثير من المواطنيين وانا واحد منهم، قد تعرضوا للغش من قبل مصانع الخرسانة ومصانع البلك، وقام البعض بهدم أسقف أو أعمدة منازلهم، وإعادة صب الخرسانة وبناء الجدران من جديد، لعدم صلاحية الخرسانة التي صبة في تلك المواقع، اولعدم صلاحية مباني البلك، وعدم مطابقتهم للمواصفات الخاصة والعامة، وفي الفحص المخبري ..

وأما حكايتي مع الخرسانة ، فقد تواصلت مع المدير التنفيذي لشركة الخرسانة والموجود في تعز، والذي كان زميل دراسة لي في باكستان، وطلبت منه بعمل الصبة الخرسانية لسقف منزلي من شركة ، والمطلوب فقط منهم هو اﻹهتمام بالجودة والعبوة ليس إﻻ، وتم التواصل مع مدير الخرسانة في صنعاء، وتم اﻹتفاق على اﻷسعار، أما الكميات يجب أن تكون حسبما حدده  مندوب شركة السعيدة ..

وعندما طلبت منهم أن يقوم مهندس مفوض من قبلي، باستلام الكميات من المصنع بحسب الكميات المتفق عليها، وأن يقوم بتحديد وقت خروج السيارة من مصنع الخرسانة، وأنا سوف أقوم باﻹستلام  في موقع المشروع، وبحيث أن ﻻ يزيد الوقت من ساعة خروج السيارة من المصنع، وحتى الصب عن ساعة ونصف، حسب المواصفات الفنية لأعمال الصب في الخرسانة المسلحة ..

عند ذلك قامت قيامة المهندس حق الشركة لﻷسف الشديد، وقال لي بالحرف الواحد، ماهذه الطلبات والشروط يامهندس، الذي أسمعها ﻷول مرة، يامهندس إحنا دائما وأبدا نحمل الخرسانة في السيارات من المصنع، ولم يطلب منا أحد بأخذ القياسات لكميات الخرسانة سواء في المصنع أو في حمولة السيارات، ونحن فقط من يقوم بذلك ..

وبالنسبة للسيارات المحملة بالخرسانة، تأخذ وقتها في الطريق، ومتى وصلت في الموقع يصبوا الخرسانة، توصل الموقع بعد ساعتين وإﻻ بعد ثﻻث ساعات، وإﻻ أربع ساعات، متى ما وصلت في الموقع يتم الصب، وأنا أول مرة أسمع مثل هذا الكﻻم والشروط، نحنا نتعامل مع المواطنين دائما ونصب لهم بأي وقت ..

قلت له يا مهندس خاف الله، وراقب الله وضميرك اﻹنساني والمهني في العمل، سواء يكون العمل مع مهندس، أو مع مواطنين ليس لديهم خبرة أو معرفة، بالمواصافات ﻷعمال الخرسانة، يامهندس المواصفات تقول أن الخرسانة، التي يمضي عليها أكثر من ساعة ونصف، ولم تصب في الموقع تعتبر منتهية، فكان جوابه لي بكل ثقة، طيب يامهندس لو فية زحمة مرور، وإﻻ بنشر التاير حق السيارة الذي تحمل الخرسانة، وإﻻ تعطل خرطوش الونش، عندها ما نعمل نرجم الخرسانة في الشارع، ﻻزم نصب الخرسانة في المشروع ..

يامهندس كل شيئ يأخذ وقته والظروف تحكم، وإذا أردت أن تطمن على جودة الخرسانة حقك، فعليك أن تدفع قيمة مواد مضافة، بواقع 4500 ريال للمتر المكعب فوق ثمن الخرسانة، غير ذلك عليك أن تدور لك مصنع خرسانة غيرنا، وعلى ضوء ذلك ذهبت بنفس الليلة إلى خرسانة عمران، وتم صبة السقف بنجاح بحسب الكميات والمواصفات المعدة من قبلي، وكما يقال المليح ما يكملشي، فأثناء الصب في السقف فلت لي الخرطوش على العامل، وكسر فريم السيارة حقي، استعدوا حينها بتغيير الفريم، بعد ذلك أرادوا أن يحملوها على العامل المسكين، وﻻ زالت السيارة معطلة والفريم مكسر إلى ساعتة وحينة ..

وهناك بعض خلاطات الخرسانة، تستخدم إسمنت ونيس وكري، أقل جودة وغير مطابق للمواصفات والشروط الخاصة والعامة للمشروع، هذه النوعية من اﻷسمنت والنيس والكري تقصر من العمر اﻹفتراضي للخرسانة في المشروع، وتؤدي إلى ظهور التشققات وعدم تماسك الجدران، إضافة إلى عدم التقيد بالوقت المحدد لعملية الصب، كل تلك المخالفات في جودة المواد وزيادة زمن الشك للخرسانة، تعتبر عوامل رئيسية تخفض من مقاومة البناء والخرسانة الجاهزة ..

وانا كمهندس ﻵ أعرف من هي الجهة ذات العلاقة بمصانع الخرسانة الجاهزة وكذلك مصانع البلك( حدث عليها وﻻ حرج)، في المتابعة والرقابة عليها، فلا توجد وزارة أو جهة تقوم بالمهام واﻹختصاصات التي تحفظ حقوق الوطن والمواطن، وإن وجدة فليس لديهم أجهزة مختبرية، وﻻ توجد طواقم رقابية، تتابع عملية انتاج الخرسانة، وكذلك صناعة البلك بكل مصنع أثناء العمل أو بعد العمل، وﻻ توجد عقوبات محددة بالقانون ضد المصانع التي تقوم بغش الخرسانة والبلك ..

وفي ظل استمرار هذه المصانع في إنتاج خرسانة ومباني بلك، غير مطابقة للمواصفات للمواطنين، وعدم قيام الجهات المختصة بدورها الرقابي، يبقى خطر الانهيارات والتشققات يهدد مباني المواطنين، الذين وقعوا ضحية لغش تلك المصانع، الأمر الذي يتطلب تحركاً سريعاً من الجهات المختصة قبل وقوع الكارثة، والله من وراء القصد ..!!