آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-03:59م

لا تأمن الدولة وإن كانت رمادًا .. حكمة قالها الآباء

الجمعة - 11 يونيو 2021 - الساعة 03:03 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


عندما تتعلق المسألة بخدمات الشعب تنأى المليشيات بنفسها، وتقول: أين حكومة هادي؟ وعندما يطالب الشعب بحقوقه تومئ كل الأيادي نحو حكومة هادي، وهذا هو الصحيح، فليت قومي يفهمون هذا، فلن يبق على الساحة إلا الدولة، لأنها من الشعب وإليه، وستتناثر كل التشكيلات المليشاوية، لأن مددها من الخارج، وهو بنيان باطل ومبني على معاناة الشعب، وما بني على باطل فهو باطل.

يعلم هادي أنه عندما ينتهي الدعم عن المليشيات فستنتهي تلقائيًا، وعندما تيأس التدخلات الخارجية من تحقيق أهدافها، سترفع يدها عن تلك المليشيات، وستموت تلك المليشيات كما يموت الزرع عندما ينقطع عنه الماء، فتراه مصفرًا ثم تذروه الرياح. 

الدولة تظل دولة لأنها تكتسب قوتها وهيبتها ومتانتها من الشعب، فهي مأمن الشعب وملاذه، أما المليشيات فما هي إلا أفراد يتسابقون ليقدموا خدماتهم الجليلة للأسياد وعلى حساب الشعب وبثمن بخس دراهم معدودة، فعندما ينقطع الدعم ستراهم يتوارون، ويتركون من خلفهم يبحث عنهم، وعندما لا يجدهم سيعود إلى حضن الدولة، وهنا ستكون الدولة هي الحضن الدافئ لكل مواطن شريف، وستكون هي المهيمنة. والباسطة على كل شيء في الوطن، وهذه الرؤية السليمة، وهي رؤية حكيم اليمن المشير الركن عبدربه منصور هادي الذي روَّض الخصوم، وأحرقهم أمام مناصريهم، وداعميهم على حد سواء، فنتف ريشهم ريشة ريشة حتى علموا أن لا ملاذ لهم إلا الدولة ولا حامي لهم إلا إياها، أما السيد فسينفض يده منهم عند أول عقبة تواجهه، ولن تقوم قائمة لأحد رهن نفسه للخارج، ولن يتحقق له مشروع مادام حاله كذلك، فلا تأمن الدولة ولو كانت رمادًا، حكمة قالها الآباء.