آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-10:52ص

القبح السياسي ومعاناة المواطن !!!

الثلاثاء - 08 يونيو 2021 - الساعة 06:52 م

د. سعيد سالم الحرباجي
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
- ارشيف الكاتب


 ميالون نحن دائماً للمبالغة جدا في تقليد الآخرين وإلى النخاع !!
ولذلك وصل بنا  الأمر إبٌان المد الشيوعي أن يقول القائل  :
(إضافة إلى ما قال الرفيق لينين )

وهذا تقليد في الأقوال ..
وأما التقليد في الأفعال فحدث عنه ولا حرج ...

هناك مقولة سيئة جداً جداً تنسب إلى اليهودي
مياكافيلي 
 والذي يقول فيها:
 ( الغاية تبرر الوسيلة )
تلك القاعدة أطلقها ذلك المجرم وهي بمثابة إشارة مرور لتحقيق الأهداف الخاصة مهما كان قبح الوسائل المستخدمة في ذلك.

يبدو أنٌ الشيطان الذي ينقل هذه المقولة اللعينة إلى قياداتنا السياسية 
_وفي مختلف مراحل الصراع _ قد أدى الدور بإتقان وعلٌمهم تلك المقولة  بحرفية عالية وهذا ما يتضح من خلال السلوك السيئ للإخوة الخصوم الذي فاق كل التوقعات .

فاليهودي ربما قصد أن تستخدم هذه الوسيلة القذرة مع الغير.. لكننا نحن وللأسف استخدمناها مع أهلنا وبشكل قبيح
حيث أنه لو قدر له أن  يعود إلى الحياة ويرى ما نفعله ببعضنا البعض فلربما تراجع عن مقولته وعدل عنها 

تذكرت ذلك كله وقلبي يتفطر ألماً وحزناً وكمداً وأنا أرى معاناة المواطن التي فااااقت كل التوقعات ووصل حالنا في اليمن إلى كارثة حقيقية ..
وللأسف كل اللاعبين ( محليين ودوليين وإقليمين ) يتلذذون بهذه المعاناة  بل ويستخدمونهاكوسائل قذرة لتحقيق أهدافهم الخاصة والوصول إلى غاياتهم القبيحة

وأكثر ما يحز في النفس هو رضا اللاعبين المحليين _ بمختلف توجهاتهم _ أن يتعاملوا بتلك المقولة الوقحة مع الشعب  لتحقيق أهدافهم الخاصة وإرضاءً لغرورهم الشخصي .

وهذا ما نراه أمام أعيننا اليوم
فقد أصبحت ورقة معاناة المواطن أهم الوسائل التي يتكأ عليها الكل _ شرعية ومناوئين لها _ أثناء إدارتهم لملف الأزمة اليمنية ..

 فالكل قد حسم أمره وجعل هذه المعاناة جسر عبور له ووسيلة قذرة لإثبات نفسه أنه لا يزال طرفاً قوياً في الصراع .

مجزرة الأمس المروعة في مأرب بحق مدنيين ربما تكون خير شاهد
على ذلك .

وحال الشرعية كذلك  لا يقل سوءاً عن حال  الحوثي فهي تستخدم معاناة المواطنين كوسيلة سيئة لأثبات نفسها وورقة ضغط في حوارها والتي تظهر من خلالها بأنها حامي حما الموطن وهي في الحقيقة حامية مصالح لوبي الفساد .

والتحالف  أسوأ من الجميع.. فحاله مثل الذي أراد أن يكحل العين لكنه أعمى بصرها .
فجزء كبير جداً من معاناة الشعب اليمني يتحمله تحالف الشر الذي يستخدم معاناة المواطن كأداة ضغط على الشرعية لتحقيق مكاسب خاصة به 
وهو _ للأسف _ يعلم تماماً أن القيادة السياسية غير عابهة بآلام المواطن بل ربما كان ذلك مريحاً لها لأطالة أمد الصراع .

ولذلك فالمواطن اليوم وحده  من يدفع ثمن نزغ الجميع 
والكل لا يحسب لمعاناته حساباً .

اليوم الغلاء الفاحش يطحن ملايين اليمنيين , وهناك انهيار واضح في منظومة القيم الأخلاقية بشكل غير مسبوق ,وترد مزعج على كافة صعد الحياة ...
واللاعبون على معاناتنا يستخدمون ذلك كوسائل للظفر بغاياتها 

ولهذا ليس لنا أمل إلا في الله عز وجل أن ينتقم ممن كان سبباً في معاناتنا .

ومع ذلك كله نقول لكل  الأغبياء السائرين على أناتنا القاعدين على آلامنا, اللاعبين على جراحنا.

احذروا غضب الشعب فصبر الشعب نفد تماماً .

ورحم الله البردوني حيث يقول :

عبيد الهوى يحكمون البلاد
ويحكمهم كلهم درهم 

أيا من شبعتم على جوعنا
وجوع بنينا...ألم تتخموا

ألم تفهموا غضبة الكادحين
على الظلم ...لا بد أن تفهموا
 
لا بد أن يأتي اليوم الذي تفهمون فيه معاناة الشعب وتندمون..
ولات ساعة مندم

فاربؤوا بأنفسكم واقصروا الطريق والتفتوا إلى معاناة المواطن 
قبل فوات الآوان.