آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-05:48م

راتب العسكريين هلا يا مطول الغيبة

الثلاثاء - 08 يونيو 2021 - الساعة 02:10 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


ما أجمل فرحة العسكريين وهم يسمعون خبر وصول الراتب، وما أروع تواضعهم، فبعد غياب 6 أشهر يأتي راتب شهر، فيفرح به رب الأسرة، ويكاد أبناؤه يطيرون من الفرح، وتراهم يخبرون أقرانهم بقدوم الراتب، ويبنون عليه أحلامهم المتواضعة. 

يقول أحدهم عند سماعه بخبر راتب شهر فقط: يقول: كازوز ولا أدراء، أي قبس ولا ظلمة، فيعد العسكري العدة لاستلام مطول الغيبة الراتب، وتعم الفرحة أرجاء البيت، وكل فرد في العائلة يقدم طلباته المتواضعة لاستلام مخصصه من الراتب، فالأولاد يطلبون مئة ريال قيمة حبتين نعنع، أو واحد طرزان صغير، والزوجة تقدم كشفًا بالمواد الأساسية، قطمة من كل صنف، والأب يتسلم طلباتهم وكله سعادة تكاد تطير به من على الأرض، فيوزع الراتب حسب الطلبات وينتظر قدوم مطول الغيبة مرة أخرى. 

عند استلام العسكري خبر قدوم الراتب يردد: هلا يا مطول الغيبة من قليبي أهلي به، ترى ما جاء على بالي أعد أوراقك الحلوة، مسكين العسكري اليمني حياته كلها انتظار، وبعد طول الانتظار يأتي راتب شهر منتف، فالقائد ينتف النصف، والمواصلات تنتف نتفة، والمقاربون كذلك، ولكنه في نظر العسكري يساوي ملايين الدنيا كلها، فهل عندكم علم هل سيصل مطول الغيبة؟ 

عند سماع العسكري بقدوم مطول الغيبة يعد نصف شهر على بال ما يصل، ويتم توزيعه تلك اللحظة عند استلامه مباشرة، ويعود لفترة الانتظار المعهودة.

لو يعلم المسؤولون والقادة بفرحة العسكري يوم قدوم راتبه لزاحموه عليها، ولكنها فرحها لا تخص غيره، فخبرونا عن مطول الغيبة هل تم صرفه؟