الكثير منا يستخدم مصطلح السياسة و لكن القليل فقط من يعي معنى هذا المصطلح.... إن التصرفات التي صاحبت النخب الحاكمة في مجتمعاتنا العربية جعلت من هذا المفهوم يأخذ معنى آخر بعيدا كل البعد عن معناه الحقيقي...
تعرف السياسة اصطلاحا أنها : علم وفن إدارة موارد المجتمعات.... بما يحقق لهذه المجتمعات أمنها الغذائي و المجتمعي و صحتها و رفاهيتها داخل حدودها.... ومصالحها وأمنها خلف تلك الحدود ...
و لعل من أولى و أهم مصالح الشعوب اوالمجتمعات هي صون ثوابتها من العبث و الضياع و المسخ و الدمار ...
اذا ما هي الثوابت الواجب صونها من الضياع؟
تتمثل تلك الثوابت في الجغرافيا التي تجمع الفرد و المجتمع في إطار حدود ذلك الكيان المسمى بالدولة و في الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه و في لغته و دينه و تراثه و مصيره و توسيع دائرة مصالحه و أصدقائه و تضيق دائرة أعدائه و صراعاته و جميعها مجتمعة تحدد مكونات الهوية الوطنية.
حين يتم اسقاط تلك المفاهيم على سلوك النخب و الكيانات السياسية الحاكمة ربما في بعض مجتمعاتنا العربية و في وطننا على وجه الخصوص فيمكننا الجزم بأن جميع مكونات الهوية الوطنية باتت اليوم محل نزاع و صراع ما بين تلك النخب الأمر الذي قاد بدوره الى ضياع مصالح الشعوب و المجتمعات في خضم ذلك الصراع بين تلك المكونات في ظل غياب الدولة....
كل ذلك مجتمعا يقود الى تنامي السقوط الأخلاقي لجميع تلك المكونات المتصارعة على تمثيل السلطة تحت شعارات الحفاظ على الثوابت الوطنية ذاتها المتصارع عليها من قبل تلك الكيانات السياسية و التي يفسرها كل كيان ما يحقق مصالحه هو لا مصالح شعبه او مجتمعه... في الطريق إلى سقوط جميع تلك الكيانات سياسيا أمام شعوبها و مجتمعاتها دون أن يكون هناك أدنى وعي بعواقب ذلك السقوط.
#كتب/ #نزار_أنور