آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-01:02م

الامتحانات الثانوية مجرد تعطيل سنة دراسية

الإثنين - 07 يونيو 2021 - الساعة 10:45 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


اتخذت الحكومة السابقة قرارًا جريئًا من خلال إلغاء امتحانات الصف التاسع، وبهذا القرار الصائب فاز التلاميذ بسنة دراسية جديدة تضاف للثمان السنوات، واتخذت قرارًا بتقليص نسبة الامتحان الوزاري للثانوية إلى النصف، ويا ليتها قضت على الامتحانات الوزارية المهزلة. 

نسمع هذه الأيام عن قيام المحافظين، والوزراء، والوكلاء، والمدراء العموم، ومدراء مكاتب التربية يتسابقون لزيارة المراكز الامتحانية المهزلة، ويصرحون بتصريحات أكبر من هذا الحدث المهزلة، ويطالبون بتقديم الدعم، ورص الصفوف لنجاح العملية الامتحانية، وهم والله يعلمون علم اليقين أن المسألة مجرد غش، وضحك على الذقون، وخسارة سنة دراسية على التلاميذ. 

الامتحانات الثانوية لا تساوي حتى الصور المعروضة للتلاميذ وهم منكبون على أوراق الامتحان لالتقاط صورة قبل الغش، وهذا يذكرني بحال الجمعيات والمنظمات التي تلتقط صورة للسلة الغذائية، وبجانبها مواطن مسكين لا يعلم أن صورته هذه ستدر الملايين على تلك الجمعيات والمنظمات. 

صورة التلاميذ مع ورقة الامتحان هي الصورة الأنظف في العملية الامتحانية كلها، فبعد التصوير يبدأ الغش، وياليت الغش يتم بين التلاميذ ولكنه يتعدى ذلك لقيام بعض المدرسين بالإشراف عليه، بل والمساهمة في حل الامتحان سواء بالإجابات الصحيحة أو الخاطئة، وأهم حاجة عندهم كيف يسبر اليوم، وكيف يحصلون على قيمة الغش. 

الغش في الامتحانات الثانوية لا ينكره أحد، ولا يمنعه أحد، فلماذا نستمر في هذه المغالطة للأجيال؟  ولماذا لا يلغى الامتحان الوزاري للثانوية كما ألغي امتحان الصف التاسع؟ خاصة في ظل غياب الدولة، وفي ظل قيام الكثير من الكليات بعمل امتحانات قبول، وسنة تحضيرية للطلاب، فهذا كفيل لتمييز الطالب المستحق لمواصلة الدراسة الجامعية من غيره. 

أتمنى أن يكون كلامي هذا خاتمة للتفكير الجدي في إلغاء الامتحانات الوزارية للثانوية العامة فهي مجرد مهزلة يعلمها الكل.