آخر تحديث :الثلاثاء-23 أبريل 2024-11:43م

اتفاق الرياض (استكمال أم مواجهة )

السبت - 05 يونيو 2021 - الساعة 08:18 ص

فواز الشعبي
بقلم: فواز الشعبي
- ارشيف الكاتب


بوادر إنسداد تلوح في الأفق بين الشرعية والانتقالي المدعوم امارتياً، فيما يتعلق بتنفيذ الشق العسكري والأمني من بنود الإتفاق  بعد رفض الانتقالي السماح لألوية الرئاسية بحماية مقرات الدولة خلال عودة الحكومة إلى عدن، بما فيها قصر المعاشيق وأشترط بأن تتولى قواته على عدن ، وكذلك العيوب الفادحة التي اقترفتها السعودية ، في استعجال بتشكيل الحكومة وعدم تطبيق الشق العسكري والأمني ، وتعين محافظين لباقي المحافظات الجنوبية، الأمر الذي أسس مبدأ الفشل الذي الحق بإتفاق الرياض بعد مرور عام على توقيعه. 

قرار عيدروس الزبيدي تعيين شلال علي شايع قائدا لقوات مكافحة الإرهاب، يمثل  انتكاسة واضحة ويعني إطلاق الرصاص الحي على اتفاق الرياض الذي تضمن معالجة الانقسامات وتوحيد الصف الجنوبي ، لكن  كل هذا لا يزال تعامل المجلس بثورية عسكرية مع الأوضاع ، متجاهلاً اتفاق الرياض ،وكذلك العوامل السياسية والمتغيرات على مختلف المستويات بعد ممارسته في تعطيل  عمل حكومة المناصفة ، خصوصاً أنه جزءاً من الحكومة ومحاولة فرض أجندته عليها وسعية تنفيذ الإتفاق بانتقائية معرقلاً تطبيقه وفق الآلية التي أعدتها السعودية، وهذا يعني تخبط الانتقالي في ازماته ، ومواصلت التحشيد  في ابين الذي ينذر مجددا بالاشتباك المسلح ، كل هذا يندرج ضمن ، حرب أدمى عضالة في نفوس اليمنيين، الذين باتوا وقود هذه الحروب ، والتي ألقت بظلالها على حياتهم المعيشية والخدمية.

واللافت ما يحدث في عدن من سيطرة قوات الإنتقالي على عدن ، سياسياً وامنياً واقتصادياً والتحكم بمؤسسات الدولة ، لاسيما أن أبناء عدن الواقعة تحت سيطرته يعيشون أسوأ أوضاعهم على الإطلاق بسبب فشله في إداراتها.

دعوة الانتقالي للحضور الى الرياض يندرج ضمن جهود لإحياء روح اتفاق الرياض بعد الركود منذ تشكيل الحكومة، وسط أجواء من التكهنات دون تحقيق أي نتيجة ، وقد عرقل تنفيذ الإتفاق عدة عوامل من ضمنها افتقار الاتفاق إلى تفاصيل محورية بخصوص آلية التنفيذ ضمن فترة زمنية محددة ، لكن السبب الرئيسي كان وراء تعثر الشق العسكري والأمني من الاتفاق بطء السعودية التي هندسة الإتفاق في اتخاذ قرارات ملزمة للطرفين للاستجابة مع الظروف المتغيرة على الأرض وبما يعطي رؤية واضحة نحو صناعة حقبة سياسية جديدة في معالجة الأوضاع بما يخدم المجتمع ويعطي مجال للمشاركة الواسعة نحو تحقيق أمل عالق لم يتحقق والذي أصبح، ينتظره الجميع بعد أحداث ، وحروب دامية تشهدها اليمن والتي أحدثت متغيرأت متسارعة على الأرض سياسياً وعسكرياً ، في الوقت نفسه تعمل الإمارات على تغذية  الصراع الداخلي بعد التشكيلات التي أوجدته على الأرض  ،وحتى تبقى هذه التشكيلات على شاكلته لكي تستطيع أن تتحكم بالقرار من خلال أدواته التي زرعتها في الجنوب.