على عكس الحروب و الصراعات والنزاعات العسكرية والسياسية والمجتمعية والدينية و ما يصاحبها من آثار سلبية إنسانية ونفسية في المجتمعات التي تحدث فيها ، فالسلام هو الطمأنينة والمحبة و التسامح والأمن الذي ينعكس إيجاباً على حياة الإنسان و مجتمعه ،فلا تنمية ورخاء دون سلام و أمن وإستقرار.
ليس بالضرورة ان يكون الصراع اوالنزاع عسكرياً او ان يصل حد العراك او الإشتباك ، فالصراعات الباردة القائمة على المكايدات و الحرب النفسية يكون ضررها بالغاً و أكثر خطورة على المجتمع ... فمثلا منذ توقيع طرفي المجلس الإنتقالي و الحكومة الشرعية لإتفاق الرياض ونظرا لأن كون الإتفاق كان مرحلياً و ليس مستداماً ، فقد تم فض الإشتباك عسكرياً ولو حزئياً و مؤقتاً الا ان المكايدات السياسية و الحرب الإعلامية و النفسية ظلت مستمرة و يتم تأجيجها بين حين و آخر و هو الأمر الذي أنعكس سلبياً على حياة المواطن و تردي الخدمات ، فقد أنشغل المتصارعين بتلك الحرب الباردة و نسوا المواطن ، بل و تعدى الأمر حد جعل الخدمات و ترديها سلاح يلوح به كل طرف ضد الآخر.. فأنقطعت الرواتب و زاد الفقر و حالات البطالة و بالتالي ظهرت بعض الظواهر المجتمعية السيئة و التي تؤثر سلبا على المجتمع و من هذه الظواهر السرقة و تجارة المخدرات و حالات الإنتحار و العنف الأسري و التسول و القتل و غيرها.
أن حال السلام السياسي الهش في عدن (إتفاق الرياض) ينطبق على حالة السلام في اليمن عموماً وكذلك على حالات السلام المجتمعية والدينية التي يمكن العمل عليها بغرض إحلال السلام فيها و صناعته.
تحاول المنظمات الدولية ومنها الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى العمل جاهدة لصناعة السلام في مناطق النزاعات و لكنها غالباً تفشل في مسعاها وذلك يعود لسوء إختيارها لصناع السلام و وسطائه و أكثر هؤلاء أنهم يحاولون النجاح و لو بصناعة سلام جزئي و هش وغير مستدام و بالتالي فعلى تلك المتظمات إعادة النظر لنوعية الوسطاء وطريقة إختيارهم.
السلام ينشده الجميع وبالأخص العامة و صناعته لابد ان تتم بمشاركة الجميع زعماء و قادة و أحزاب و مثقفين وبمشاركة فاعلة لرجال الدين و الشباب والمرأة.
لا سلام مستدام يفرض بالقوة او بالتحايل والمكايدة و أكثر الوسائل نجاح في صناعة السلام هي الحوار ثم الحوار ثم الحوار.
عن السلام للحديث بقية.