آخر تحديث :الخميس-25 أبريل 2024-01:45م

احتلال الوكالة

الخميس - 03 يونيو 2021 - الساعة 01:22 ص

عمر الحار
بقلم: عمر الحار
- ارشيف الكاتب


استولى انقلابي الإمارات في عدن، على آخر قلاع لشرعية الدولة فيها،مبنى فرع وكالة الإنباء اليمنية (سبأ) الناطق الرسمي لدولة.

لتمضي المليشيات في غيها وإصرارها على تصفية كل المؤسسات الرسمية لدولة بالمدينة  التي لم يتبق منها الا البنك المركزي، وبالتأكيد قرار الاستيلاء عليه ربما في الطريق، لتفرغ المدينة من ثقلها السياسي كعاصمة مؤقتة للجمهورية،والاحتفاظ بها كوكر اسود للمليشيات وعاصمة للخراب والجريمة في عمل ممنهج يؤكد رغبة مموليهم في ابقاء المدينة المظلومة في حياتها وتاريخها طاردة للحياة والتطور والاستثمار.

ولا يدرك انقلابي عدن خطورة أعماله العدوانية التي ينفذها بلا وعي ولا بصيرة،ولا يجرؤ على قرأه تأثيراتها السلبية عليه غدا وقد يصبح اول الخاسرين منها داخل المدينة وخارجها وهو يعيش منبوذا فيها ويحرق وجوده الانقلابي المكروه كل يوم بممارسة عنفه الثوري الارعن الضار بحياة المواطنين ومصالحهم وبصورة مخزية ومخجلة.

وحادثة العدوان على فرع الوكالة غير مبرر ومجرم شرعا وقانونا  ومدان من مختلف الأوساط الرسمية والمدنية في عدن وكافة المحافظات اليمنية الاخرى،ولن تجد نفعا مطالبتنا بتراجع هذه المليشيات الاجيرة عن فعلها المأفون،لانها مامؤرة بارتكاب الجرائم والخراب والدمار واشاعة الفوضى والرعب في المدينة واجبار الناس على الرحيل منها لتحقيق المزيد من عمليات الاستيلاء على مساكنهم والسيطرة على مصالحهم والبسط على أراضيهم، وهذه اصبحت من صلب مهامهم اليومية الرئيسة قبل حصولهم على الفتات من المال الحرام.

حادثة العدوان نالت نصيبها من الاهتمام الذي تستحق على الصعيد الرسمي لدولة،وخرجت تصريحات نارية هي الاولى من نوعها لوزارة الاعلام،اشارت بصريح العبارة الى الدور الإماراتي المشبوه ووقوفها علنا وراء عملية اقتحام مبنى الوكالة في عدن،وهي بادرة ايجابية تحسد عليها الوزارة لامتلاكها الجرأة هذه المرة ومغادرتها برباطة جاش مربع الصمت والتصدي لدور الامارتي العابث باليمن، وبمقدراته ومصالحه، والامارات على سذاجتها السياسية المعروفة تجهل بان احتلال فرع الوكالة بعدن لن يحسن من شروط تفاوض مجلسها الانقلابي في الرياض، ولاندري بالطريقة السياسية الخطأ التي اعتمدتها لتنفيذ جريمة عدوانها على الفرع وهي لا تعي خطورة الخطوة المستفزة لشرعية الدولة وما قد يترتب عليها من مواقف صلبة قد تصل الى تفاقم الخلاف بينهما ووصوله الى نقطة اللاعودة،وهذا مانتمى على الشرعية الاقدام عليه،ويكفي صبرها المذل وصمتها المهين على تمادي الامارات في تدخلاتها الضارة بحاضر اليمن ومستقبلها على المستوى المنظور والبعيد.

ولم يتبق على مليشيات الامارات الا عملية الاستيلاء على البنك المركزي في عدن،كخطوة تساويهم بنظرائهم من مليشيات ايران في صنعاء. 

وعلى بريطانيا حينئذ البحث عن مخرج مناسب لليمن من انقلاباتها.