آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-11:26ص

أبين والمجلس الإنتقالي الجنوبي.. صراع أم أزمة ثقة ؟!

الثلاثاء - 01 يونيو 2021 - الساعة 11:13 ص

جمال لقم
بقلم: جمال لقم
- ارشيف الكاتب


بعد تحرير عدن في يوليو 2015م تم تشكيل ألوية الإحزمة الأمنية وإعلان تشكيلتها القيادية ومن ثم تشكيل المجلس الإنتقالي الجنوبي و إعلان تشكيلته القيادية السياسية، والحالتين فقد تم تناسي و تجاهل للقيادات العسكرية والسياسية الأبينية،و أما أن ذلك كان بقصد متعمد أون بدون قصد، لكن حتى اليوم عدن تخلو من أي تواجد عسكرياً أو قيادياً أبينياً في قوام القوات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الإنتقالي فيها و كذلك الحال سياسياً.

وعلى الرغم من مرور سنوات منذ تأسيس المجلس الإنتقالي وسيطرته على عدن الا أنه يغض الطرف عن أبين وحتى أنه لم يقم بأية محاولة لكسر الجمود بينهما و مد جسور الثقة معها  ، بل على العكس من ذلك ،فخلال الفترة السابقة قد عمل على توسيع الفجوة بينهما حتى بات من الصعب ردمها.

بالأمس أعلن المجلس الإنتقالي تشكلية وفده التفاوضي الثاني لإتفاق الرياض ، وبالطبع خلا الوفد من أي تواجد أبيني في تشكليته ،وسبق ذلك أيضاً وفده الأول و كذلك تشكيلته الوزارية في حكومة المناصفة ،وحتى هيئته الإعلامية المشكلة حديثاً خلت أيضاً من ذلك رغم تواجد كثير من  الهامات الإعلامية الأبينية في صفوفه و التي ظلت لسنوات يعلو صوتها في المنابر الإعلامية الفضائية و مواقع التواصل ، دفاعاً عن سياسة و أهداف المجلس الا أن ذلك لم يشفع لها و كأن أبينيتهم حالت بينهم و بين ذلك.

يرى الكثيرون من الأبينيين أن الأمر لم يعد مسألة إنعدام للثقة مع المجلس و إنما هو صراع نفوذ تعود جذوره لأحداث يناير 1986م وما تلاه من إقصاء متعمد لهم، ووصولا لٱشتراط قيادات الحزب الٱشتراكي على نظام صالح نفي و إقصاء القيادات الأبينية كي يتم التوقيع على إتفاقية الوحدة في مايو 1990م وحتى بعد حرب 2015م لا يزال أتباع لتلك الأطراف تمارس نفس المنهجية الإستقصائية و محاولة التهميش للأبينيين على الرغم من الدور الفاعل الذي لعبته أبين في فعاليات الحراك و التصالح و التسامح و مشاركتها الفاعلة في التصدي للحوثيين و تحرير عدن.

حينما وضع الرفاق نفي و ٱقصاء الأبينيين شرطا لإتمام إتفاقية الوحدة الإندماجية مع الشمال كان من الطبيعي أن يقف الأبينيون مع نظام صالح في حرب صيف 1994م ردا على شروط إقصائهم ، و يبدو اليوم أن صناع القرار في المجلس الإنتقالي يسيرون على خطى الرفاق في تكرار ذلك الخطاء الفادح.

وبالتالي مثلما أستغل صالح تلك النزعة الٱستقصائية لدى الرفاق تجاه الأبينيين ستسغلها اليوم قوى أخرى مناؤة للمجلس الإنتقالي.

أعيد و أكرر أن أبين ستكون بوابة الوحدة، لكنها يمكنها أن تكون مفتاح الٱنفصال أيضا ... فهل من متعظ ..؟