آخر تحديث :الإثنين-06 مايو 2024-10:11م

العسكريون اليمنيون صبروا حتى ملهم الصبر

الخميس - 27 مايو 2021 - الساعة 09:44 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


كتبنا عن معاناة العسكريين حتى كرهتنا الكتابة، وملنا الحرف، كتبنا عن حاجة العسكريين في وطني حتى تساوى عند المسؤولين كتابتنا من عدمها، ورغم ذلك سنستمر في رفع الظلم عن إخوتنا، وسنظل نكتب أما واستجابت الحكومة وأما أفرزت كتاباتنا أحرارًا ينتزعون حقوقهم بأيديهم. 

لم يمر العسكريون بذل كما يمرون به هذه الأيام، فرواتبهم مقطوعة، حتى وإن جاءت فإنها لن تقدم شيئًا إلا بمقدار أنهم سيتساوون مع فئات الشعب الأخرى المطحونة، فالعسكريون في دعائهم في سجودهم، وفي كل أحوالهم، وفي كل وقت وحين يسألون الله الراتب، ويطلبون من الله أن يقصم ظهر من كان السبب فيما هم فيه. 

يئن العسكريون ألا تسمعون أنينهم؟ ألا تبصرون ذلهم على أبواب الدكاكين؟ ألم تعلموا أنهم يتساقطون وهم ينتظرون أن تمن عليهم الحكومة براتب شهر بعد ستة أشهر، وأصبح تأخر الراتب شبحًا يؤرقهم، فلا يجد العسكري في بيته مئة ريال، تصدقون أن أحدهم قال والله إنني أتمنى أن يكون معي في جيبي مئة ريال من أجل لو طلبني ابني شيئًا أدخلت يدي في جيبي وناولته، وأردف قائلًا، والله إن أولادي يسألوني مئة ريال يوميًا ولا أجدها، فأصاب بالإحباط عندما أكسر رجاء أولادي في عطائي. 

ألا تسمع يا معين للعسكريين؟ ألا تسمع أنينهم؟ ألا تحس بحاجتهم؟ فلو كنت مكانك لأوقفت كل المخصصات للوزارات وللمسؤولين، ولوجهتها لدفع رواتب العسكريين، فهل تعلم أن العسكريين بلا معاشات منذ ستة أشهر؟ فهل ستصبر أن تعيش شهرًا بلا راتب ومخصصات؟ أعلم أنا علم اليقين أنك لا تستطيع، فهل تحس بالعسكريين؟ هل يعلم وزيرا دفاعك وداخليتك المنفوخة كروشهم بما يعانيه جنودهم؟ هل يعلمون أن جنودهم لا يستطيعون مقاومة الجوع؟ 

اليوم العسكريون يتضورون جوعًا، ويزداد أنينهم، فهل ستدفع حكومة معين معاشاتهم كاملة؟ لا أظن ذلك، فالرجاء في حكومة معين مقطوع، وإن جاءت على نفسها لوجهت بصرف راتب شهر، وهو راتب لا يسمن ولا يغني من جوع، ولكن الأمل بعد الله معقود في فخامة الرئيس المشير الركن عبدربه منصور هادي ليوجه بصرف كل رواتب العسكريين المتأخرة.