آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:13م

من المسؤول المباشر عن إفشال إتفاق الرياض..؟!

الأربعاء - 26 مايو 2021 - الساعة 09:01 م

علي عسكر
بقلم: علي عسكر
- ارشيف الكاتب


إلى متى سيظل المواطن الجنوبي وبالذات المواطن بمحافظة أبين الذي بات يعيش في كماشة من الضغوطات ودوامة لا متناهية من الأوضاع الصعبة التي تعكر حياته ومعيشته المتكدره أصلاً ..!!
فالمواطن في أبين  واقع ما بين مطرقة غياب الخدمات الضرورية وسندان الخوف من تصاعد حدة الإحتقان التي ومن دون شك ستؤدي لا محالة  إلى عودة التسابق المحموم للحشد العسكري مجدداً  في مناطق الإلتماس السابقة التي كانت وإلى عهداً قريب ساحة عبثية وظالمة للحرب ما بين القوات الشرعية وقوات المجلس الإنتقالي الجنوبي..!!

لا أعلم لماذا كل هذا الإصرار الغريب والعجيب في تحميل كل طرف للأخر المسؤولية الكاملة بفشل إتفاق الرياض بينما نشاهدهما يغضان الطرف وبتعمد واضح عن توجيه سهام الإنتقاد عن الجهة الحقيقية والمسؤولة مسؤولية مباشرة عن إلزام الطرفين بتنفيذ بنود الإتفاق والذي كان من المفترض عليها الضغط على الطرفين من دون إتاحة الفرصة لأي طرف كان بالمراوغة أو التلكؤ مهما كانت الأسباب ..!!
فمن ياترى يمتلك القدرة الكافية من الشجاعة لتسمية الأشياء بمسمياتها ووضع النقاط على الحروف من غير لف ودوران.. ؟!

قطعاً لا أحد يمتلك ولو ذرة صغيرة من  الشجاعة بالجهر علناً من خلال تحديد الجهة المعرقلة والتي بالمناسبة لا يوجد لها سوابق تأريخية تؤكد نجاحها في حل أي مشكلة أو أزمة عربية بل ولا توجد فوضى وقلاقل بأي دولة عربية إلا ونجد بصماتها واضحة في دعم وتكريس هذه الفوضى ومن ضمنها ما يحصل في اليمن منذ أكثر من ست سنوات ..!!

إن المنطق والأعراف  السياسية والأخلاقية تقول  بأن الدولة الراعية لأي إتفاق يحتم عليها المثابرة والإجتهاد من خلال العمل وبشتى الطرق إلى إنجاح الإتفاق مهما كلفها ذلك من جهد والبذل في سبيل تحقيق أهدافه إلى أن يرى النور هذا الإتفاق بل  والتضحية بكل  غالي ونفيس.. فالسمعة الدولية لمن ترعى هكذا إتفاق مهمة وضرورية لزيادة رصيدها السياسي وثقلها الإقليمي والدولي كدولة ناجحة ورائدة في حل النزاعات وإحلال السلام ..!!

هكذا يقول المنطق لمن يريد أن يفهم ويتعلم السياسة على أصولها وذلك  من خلال تجنب الوقوع مجدداً في نفس الأخطاء إنطلاقاً من القول المأثور  إن التكرار يعلم الشطار ..
فهل تعلمت السعودية من تكرار أخطائها السابقة والكارثية.. ؟! 
أنا لا أعتقد ذلك..
سيكون واهم بل وغبي جداً من يعتقد بأن السعودية مهتمه بتنفيذ بنود الرياض التي هي الراعية الوحيدة له وأجزم بأن بنوده ستبقى مجرد حبراً على ورق حاله كحال المبادرة الخليجية التي كانت مليئة بالثغرات لذلك أياكم ثم أياكم بأن تبحثوا عن الحل عند من كان السبب فيه..

أخيراً...رسالتي هذه للعقلاء في الشرعية والإنتقالي يكفي صراع.. يكفي سفك الدماء البريئة من غير هدف.. 
أحشدوا كل إمكانياتكم للضغط عن الدولة الراعية لتنفيذ إتفاق الرياض.. 
أحشدوا إمكانياتكم لخدمة المواطن بدل من حشودكم العسكرية لقتل المواطن..!!
جميعنا على متن  سفينة واحدة وغرقها لا سمح الله ستغرقنا جميعاً ..أنظروا إلى أين وصلت الأوضاع بسبب المناكفات والمماحكات الكاذبة  فالعملة المحلية في تدهور حاد وبات الغلاء يطحن الغالبية العظمى من المواطنين والقادم سيكون أمر وأمر مالم تعودوا سريعاً إلى جادة الصواب..!!
أجعلوا معركتكم الكبرى في  إنقاذ البلاد والعباد وحتماً سنكون معكم وإلى جانبكم..

سأقولها وسأكررها للمرة المليون ولن أيأس من تكرارها إن أي معارك لا تستهدف عدوكم المشترك [ الحوثي ] هي بمثابة حرب عبثية الغرض منها إستنزافكم حتى تخور قواكم وستنقادون إلى طاولة الحوار وأنتم صاغرين لا محالة..!!