آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-03:30م

منظمات‌ ‌المجتمع‌ ‌المدني‌.. ‌والاعلام‌ ‌تكامل‌ ‌وتعاون‌ ‌لاتعارض‌ ‌وعداء‌ ‌ ‌

الأربعاء - 26 مايو 2021 - الساعة 03:04 ص

عبدالرحمن علي علي الزبيب
بقلم: عبدالرحمن علي علي الزبيب
- ارشيف الكاتب


 

اهداف مشتركة ومسار واحد يجمع وسائل الاعلام والمجتمع المدني ولكن ؟

لايوجد تنسيق مستمر وفاعل بينهما فيتحولا الى جزيرتين معزولة كل واحدة من الأخرى وكلما ابتعدت المسافات بينهما كلما انحرفا عن الهدف وتم جرفهما بعيداً عن مسارهما المشترك .. بل قد يؤدي الى تصادم سلبي بينهما ينهكهما ويضعف قواهما .

نقاط التقاء متعددة ومفاصل مشتركة  يجمع الإعلام والمجتمع المدني ولكن غياب التنسيق يحطمهما مع بعضهما ويتحول التكامل الى تنافس سلبي  اقصائي كل واحد ضد الاخر والتعاون يتحول الى عداء لعدم وجود تنسيق مشترك بينهما يوحد الرؤية والاتجاه الصحيح .. لااعلام بدون مجتمع مدني ولامجتمع مدني فاعل بلا اعلام .

من هنا نطلق نداء عاجل الى كافة وسائل الاعلام والى جميع منظمات المجتمع المدني للعودة الى العمل لتحقيق الأهداف المشتركة والانطلاق في المسار الموحد المشترك .

من اهم ما يسعى لتحقيقه الاعلام هو رفع مستوى الوعي في المجتمع لان الوعي المجتمعي هو أساس كل اصلاح وتصحيح .. كما يسعى الاعلام الى تعزيز الدور المدني الفاعل والإيجابي في المجتمع .

والمجتمع المدني يسلك نفس المسار ويسعى لنفس الهدف ولكن ؟

تم خلال الأعوام الماضية كبح وتقييد منظمات المجتمع المدني ليس بفعل عوامل خارجية فقط بل عوامل داخلية داخل منظمات المجتمع المدني فبدأ التنافس السلبي المدمر بين منظمات المجتمع المدني وكل منظمة تحاول ان تستولي على معظم الأنشطة والمشاريع وتحرم المنظمات الأخرى من أي مشاركة .

تحملت تلك المنظمات المسيطرة عبء كبير لم تستطيع ان تتحمله وحيداً وفشلت وتراجع دور المجتمع المدني وانكمش بشكل كبير وبالمقابل بنفس الالية تمت المنافسة الشرسة بين وسائل الاعلام وانكمش الاعلام بشكل كبير .

لم يتوقف التنافس السلبي بين منظمات المجتمع المدني فيما بينها وبين وسائل الاعلام فيما بينها بل استعت رقعه التنافس السلبي لتشمل منظمات المجتمع المدني والاعلام ويحاول كل طرف ان يهمش الطرف الاخر ويحصره في زاوية ضيقة فمنظمات المجتمع المدني ترفض الشراكة الإيجابية الحقيقية مه وسائل الاعلام وتحصر دور الاعلام في تغطية خبرية بسيطة موسمية لتغطية اخبار أنشطة المجتمع المدني ... ووسائل الاعلام بادلت ذلك التهميش والاقصاء من منظمات المجتمع المدني باقصاء وتهميش مقابل للمجتمع المدني كردة فعل مقابلة مساويها لها في القوة ومعاكسة لها في الاتجاه وقام بتهميش المجتمع المدني وحصر علاقة الاعلام مع المجتمع المدني في تغطية عامه لانشطتها دون الخوض في تفاصيلها وخلق وعي مجتمع راقي .

يجب ان يتوقف الصراع والتهميش بين منظمات المجتمع المدني وان يستغل كلاهما الفرص المتاحة من منابر إعلامية وفضاء مدني لصناعة شراكة إيجابية وقوية بينهما يعيد الجميع الى مربع الشراكة ومسار التعاون بينهما .

لايوجد أي مانع او عائق لصنع شراكة إيجابية حقيقية ومستدامة بين المجتمع المدني ووسائل الاعلام يجب ان لا ينتظر أي طرف لتحرك الطرف الاخر نحوه يجب على الطرفين التحرك نحو بعضما للالتقاء في المنتصف وصنع شراكة مستدامة بينهما لصالح المجتمع والوطن وصنع تغيير إيجابي في المجتمع نابذ للفساد والظلم والاستبداد وانتهاكات حقوق الانسان وحرياته وتمكين المجتمع اقتصاديا وزرعيا وتحقيق أولويات المجتمع عبر رفع الوعي المجتمعي لتحفيز الطاقات الهائلة الكامنة في المجتمع التي بإمكان المجتمع المدني والاعلام اذا اتحدا يحركان المجتمع لاطلاق قوته الكامنة لتحقيق تغيير مجتمعي إيجابي ... الوعي ثم الوعي ثم الوعي ثم العمل ... أي عمل مهما كان هام لن يكتب له النجاح مالم يكن هناك وعي مجتمعي يؤيده ويحتضنه ويواجه من يعيقه والاعلام المجتمع المدني بإمكانهم عمل الكثير والكثير لتحقيق ذلك .

والخطوة الأولى بانشاء شبكة تنسيق واسعة بين منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام والبدء بمشاريع إعلامية بمشاركة مجتمع مدني برامج تخصصية تعزز حقوق الانسان وحرياته وتكبح جماح الانتهاكات وبامكاننا جميعا المشاركة في تحقيق ذلك اذا وجدت الرغبة الصادقة والإرادة الفاعلة .

وفي الأخير :

نناشد كافة وسائل الاعلام ومنظمات المجتمع المدني لسرعة تنسيق الجهود فيما بينهما وتفعيل الأنشطة والمشاريع التي تستهدف تغيير إيجابي لوعي المجتمع ترفع من مستواه وترتقي به لينبذ الفساد والظلم والاستبداد ويكافح انتهاكات حقوق الانسان وحرياته ويؤكد على سيادة النظام والقانون .

يكفي تنازع وصراع ... المشتركات بين الإعلام ومنظمات المجتمع المدني كثيرة جداً ... التباعد وغياب التنسيق الفاعل هو من يعزز التنافر والصراع والاختلاف فهل يتم اللقاء بينهما وتحقيق شراكة إيجابية لصالح المجتمع .؟؟

معركة الوعي اخطر واصعب المعارك يجب ان نخوضها بقوة ولن ننجح وننتصر فيها الا اذا تم تفعيل الشراكة الإيجابية بين وسائل الاعلام والمجتمع المدني وتكثيف التعاون بينهما لتحقيق تغيير إيجابي في المجتمع وقناعاته والذي يعتبر الوعي هو الأساس والحامل لاي تغيير او تحديث او تطوير للمجتمع .. كل الجهود التي تبذل حاليا للتغيير والتصحيح والإصلاح ستخمد وتضيع هباء منثور كونها غير مرتبطة بتغيير مفاهيم ورفع مستوى الوعي المجتمعي الحاضن له وستتلاشى وتضيع .

استمرار غياب وضعف وتراجع الوعي المجتمعي لن يحقق أي تغيير مجتمعي ملموس وحقيقي سيستمر الفساد والظلم والاستبداد وانتهاكات حقوق الانسان وحرياته والحل الوحيد لكل ذلك بتصحيح مسار منظمات المجتمع المدني والاعلام للتكامل والتعاون لا للتعارض والعداء.