آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:05م

أساطير في ميادين السلم والحرب

الإثنين - 24 مايو 2021 - الساعة 04:59 م

د. أنور الصوفي
بقلم: د. أنور الصوفي
- ارشيف الكاتب


أيام السلم في عدن كان أبرز من يقود الحراك لنصرة قضية شعبه، وكان مفزع كل خائف، ونصير كل مظلوم، وبعد دخول جحافل الحوثي إلى عدن قاد أسودًا ليدفع تلك الجحافل الغازية عن مدينته، أبلى بلاءً حسنًا في تلك الحرب، وكان أبرز قادتها، انتصرت عدن وكان أحد أبطال النصر، وتنكر له الرفاق، فغادر عدن لئلا تسفك الدماء فيها، ومازال يسعى لتحقن دماء الإخوة. 

رجل شجاع، وشاب يمتلئ  حيوية ونشاطًا، بطل مغوار، وقبيلي يحمل أخلاق القبيلي الأصيل، فكلامه كالدر المنظوم، لا تراه إلا في مجلس صلح، أو موقع شرف، ولا تراه إلا مفزعًا للمظلومين، فهو لا يرى في منصبه إلا بابًا يُفتح لكل مظلوم، ولا يرى في منصبه حاجزًا يحجزه عن الناس كما يفعله الكثير من المسؤولين. 

نادر وفريد في هذا الزمن المادي، فهو يرى أفراده كأبنائه، فتراه يتفقدهم، ويطمئن عليهم، ويعقد لهم الدورات التنشيطية، ليكونوا حصنًا لأنفسهم ولوطنهم، لهذا تراهم مثل النسور تتخطف كل من يحاول المساس بالوطن والمواطن. 

تحن له عدن كما تحن الأرض للغيث، ويتمنى المواطن في عدن عودته، فهو ملجأ كل خائف، ونصير كل مظلوم، وتتنعم بعطائه اليوم أبين، فهو ابنها البار، وسيفها البتار، وساعدها القوي الذي يعلو على كل متكبر جبار، لا شك أنكم قد عرفتموه، إنه مدير أمنها وحامي حماها العميد علي الذيب أبو مشعل الكازمي، فنعم الرجل هو، ونعم القيادة قيادته.

خرج من عدن لتحقن الدماء، ولم يغلب، فمثله لا يغلب، ولكنه رأى في خروجه ترك الفرصة للإخوة ليراجعوا مسيرة نضال الأبطال، فلم ينتصر في عدن أحد على أحد، فحرب الإخوة لا ترى فيها منتصرًا، غادر عدن، وظل قريبًا منها لتأمن، فهي تحن إليه، فالأبطال والشجعان يحن لهم كل شيء، لهذا سترونه يعود وسيعود معه كل الشرفاء، فعدن لا تقبل بالجيف، ولا تسكن، ولا تطمئن إلا تحت راية الأبطال.