آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-04:09م

رأيي من السنين الأولى لإقامة الوحدة بين الشطرين

الإثنين - 24 مايو 2021 - الساعة 02:55 م

صالح الحنشي
بقلم: صالح الحنشي
- ارشيف الكاتب


 أن الوحدة بالطريقة التي تمت بها ومن خلال اتفاقية الوحدة أن اليمنيين توحدوا لكي يتفرقوا ولايتوحدوا بعدها ابدا.

هذه الاتفاقية الهزيلة والغبية أسفرت عن قضيتين في الجنوب الأولى قضية صراع سلطة بين طرفي الاتفاق.. فقد اكتشف الطرف الجنوبي في الوحدة انه سيجد نفسه خارج السلطة عند فرز صناديق أول عملية انتخابية تلك القيادات الغبية لم تضع اتفاقية تأمن حتى بقاءها في السلطة فما بالك بتأمين وضع شعب كان قد ائتمنهم على مصيره ومستقبله.

أما القضية الثانية فهي قضية الناس في الجنوب ، فالمواطن الجنوبي الذي وطن على الاتكالية المفرطة على الدولة حتى في أدق تفاصيل حياته خلال مرحلة حكم دولة الحزب الاشتراكي ، قذفت به قيادة الدولة الجنوبية إلى الوحدة دون أن تضمن له بدائل تساعده على مواجهة الوضع الجديد الذي وجد نفسه فيه بعد الوحدة وضع هو غير مؤهل ولا مستعد لمواجهته حين تخلت الدولة الجديدة عن كل التزامات الدولة في الجنوب التي اعتاد عليها  قبل الوحدة.

بعد حرب 94 حاولت قيادة الدولة الجنوبية التي دخلت طرفا في الوحدة عام 90أن تصور للراي العام ان جذور القضية الجنوبية تعود الى يوليو 1994..حين هزمت في تلك الحرب واطيح بها من السلطة ومازالت بقاياها الى اليوم تكرس نفس المفهوم.. بما يعني أنها تريد القول أن حل القضية الجنوبية هو عودتها للسلطة.

هذه الأكذوبة التي يروج لها هؤلاء حين يؤرخون لجذور القضية الجنوبية بيوليو 94.. تدحضها الأزمة التي نشبت بعيد أول انتخابات نيابية والتي تثبت أن أزمة وحرب 94 ماهي إلا واحدة من تبعات تلك الاتفاقية الهزيلة التي وقعت عليها قيادة الطرف الجنوبي عام 90. بما يعني ان جذور القضية الجنوبية تعود للعام 90 ولتلك الاتفاقية.. وهم حين ينكرون البداية الحقيقية للقضية الجنوبية إنما يريدون الهروب من تحمل مسئولية ما ارتكبوه بحق الجنوبيين.

أضف إلى ذلك أرادوا استثمار هذه القضية بهدف العودة الى السلطة لم يعد مجدي اليوم استدعاء مامضى . لا لإثبات الحق في الانفصال  ولا لمشروعية استمرار الوحدة كما جاءت عام 90.

ما يجب التفكير فيه والعمل عليه اليوم هو البحث عن حل يضمن للناس عدم العودة الى صراعات واخفاقات الخمسين عام الماضية شمالا وجنوبا.. أيا كان هذا الحل ، الصراعات التي تمتد اليوم بامتداد اليمن شماله وجنوبه هي محصلة فشل مشروعي سبتمبر واكتوبر.. وفشل اجتماعهما في العام 90.

على المتشيعين للوحدة اليوم ان ينظروا الى وضع الشمال ، فالمشكلات التي تواجهها دعواتهم لم تعد فقط مطالبة الجنوبيين بالانفصال بل اصبحت هناك مشكلات  تهدد حتى وحدة الشمال نفسه ، فكيف لشمال يعاني من التفكك ان يسعى للتوحد مع الجنوب.

كذلك المثل بالنسبة للجنوبيين المتشيعين للانفصال. يتحدثون عن أن المشكلة تكمن في الشمال. بينما لم يعد بأيديهم غير اقل من 20/من مساحة الجنوب.

المشكلة الحقيقية التي يواجهها اليمنيين اليوم .هي نفسها المشكلة التي طالما عانوها منذ أكثر من خمسين عام.. هي المركزية المفرطة  في الشمال والجنوب قبل الوحدة أو مركزية مابعد عام تسعين ، هذه التي لم تكن مجرد تعقيدات مركزية دولة وإنما مركزية جماعات تستأثر بالسلطة والثروة.

وهو الاستئثار  الذي لم يكن قائما وفق معايير عادلة وإنما على الاستقواء فإذا كانت قوة القبيلة في الشمال هي المعيار الذي منح  من حكموا هناك الحق في الاستئثار بالثروة والسلطة ففي الجنوب في أحسن الأحوال كان ومازال معيار النضال هو المعيار للاستئثار بالسلطة والثروة.

وأنت تتأمل في كل الأطراف سواء التي ترفع شعار  الحفاظ على الوحدة أو المطالبة بالانفصال ستجدها مازالت تفكر بنفس  العقلية التي كانت تدير اليمن شمالا وجنوبا قبل عام 90  وبعده.

وهي الإدارة التي قادت البلاد الى ما نحن فيه اليوم.. من احتراب وهم هنا كأنما يريدون العودة بنا من جديد لمرحلة الخمسين عام الماضية..بكل كارثيتها ، فمشكلة اليمنيين في الشمال ليست مع الحوثي فقط .وانما مع محسن وطارق واليدومي وحميد الاحمر أي مع منظومة حكم.

أما في الجنوب فالمشكلة ليست مع مشروع الانتقالي وإنما مع التفكير والعقلية التي تعتقد مناطق معينه ان بإمكانها الاستئثار بالسلطة في الجنوب أي الاستحواذ على السلطة بالطريقة التي كان يسير عليها الجنوب خلال مرحلة ما قبل عام 90.

خلاصة القول أن المشكلة شمالا وجنوبا هي في الماضي الذي يعتقد هؤلاء ان بإمكانهم ان يفرضوه اليوم مرة أخرى وجميع هؤلاء مهما بداء لنا تناقضهم شمالا وجنوبا إلا أن خلافهم مع باقي اليمنيين شمالا وجنوبا اكبر. فهم قد يتفقوا على تقاسم السلطة عند مرحلة معينة إذا ما اكتشفوا أن البساط سيسحب من تحت اقدامهم جميعا.

فشل الجنوب وذهب للوحدة عام 90 بسبب الصراعات التي توالت منذ العام 67 وفشلت الوحدة بسبب كل تراكمات الصراع والمظالم شمالا وجنوبا فإذا كانت تبعات الصراعات جنوبا هي التي ساقته إلى الوحدة ضعيفا متهالكا ، هل يستطيع الجنوبيون  اليوم الخروج  عن الوحدة وهم أكثر وهنا مما كان عليه قبل عام 90.?

كذلك بالنسبة للشمال والوحدويون اذا لم يستطعوا الحفاظ على الوحدة قبل تفكك الشمال . وقبل سقوط الدولة.فهل يستطيعون اليوم الحفاظ على الوحدة بعد ان وصلت اوضاع الشمال الى ماهي عليه اليوم.