آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-04:38ص

مره أخرى ذكرياتي عن سنوات الوحدة والانفصال

الأحد - 23 مايو 2021 - الساعة 01:27 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


أعود اكتب عن سنوات الوحدة العجاف وعن ايام الانفصال والانقسام الجنوبي الحالي.
ففي مقال الأمس بالذكرى ال31 لاعلان الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية لم اشر إلى بعض المواقف والنقاط المهمة ويفترض أن تكون هذه التناولة الحلقة الثانية والاخيرة لكن لم أضع الرقم فغيرت العنوان وكأنه منفصل غير مترابط عن سابقه ذكرياتي زميلي الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العميد مدين مقباس من على صفحته بالفيسبوك من رفع علم الوحدة يوم 22 مايو 1990م في الكلية العليا للعلوم العسكرية والسياسية بمدينة..لفوف.. اوكرانيا.. الاتحاد السوفيتي سابقا عن الشطر الجنوبي من اليمن هو علي قاسم عاطف وعن طلية الشطر الشمالي الفقيد ناصر الغرسي وعلي قاسم عاطف الذي يحمل اليوم رتبة عميد ركن وشغل مناصب كثيره منها نائب رئيس تحرير مجلة الجيش وسكرتير إعلامي لوزير الدفاع الأسبق اللواء الركن محمد ناصر أحمد هو اليوم ورغم مؤهلاته الأكاديمية وكفاءته وخبراته لم يعد يشغل اي منصب رسمي ولكنه في المشهد ولم يكن في معزل عن الأحداث وهو مدير قصر الفخامة وعمل منتدى في الحديقة آلتي صنعها من الصفر قبالة القصر عبارة عن ملتقى يرتاده النخب الإعلامية والسياسية والثقافية. قبل ان يامر مأمور الشيخ عثمان بن معاوية بتحطيمه عبثاً واعتباره مخالفة ومازلنا منتظرين موقف مسؤول في المحافظ أحمد لملس ومدير الأمن اللواء مطهر الشعيبي. فيما توفي ناصر الغرسي قبل سنوات.

بالعودة إلى سنوات الوحدة وتحديداً بعد حرب صيف 94 م فقد تعرضنا نحن في الاعلام العسكري الجنوبي إلى اشد أنواع القمع والاستهداف والمحاربة والاقصاء من قبل مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد علي حسن الشاطر . فبعد اغلاق صحيفة الراية العسكرية الجنوبية ومقرها في الفتح حولنا جميعا إلى مكتب إعلامي ملحقين لصحيفة 26 سبتمبر وتاره يتخذ قرار بتوقيف رواتبنا لأشهر ومصادرتها وتاره أخرى يتعمد لاستدعانا الطلوع صنعاء بدون رواتب ويوقفنا لأكثر من شهر ونيف دون عمل فقط للتحضير. اقصد هنآ نحن الصحفيين الجنوبيين المتهمين بالعمل لصالح الانفصال.  وزج ببعضنا سجن الدائرة ومنهم العميد الركن والصحافي العدني الكبير عيدروس باحشوان وفقيد الوطن عبيد الحاج فيما مدير التوجيه المعنوي الحالي العميد علي منصور احمد كأن مشرد ومتخفي وتم توقيف راتبه ولم تنفع وساطات المسؤولين الجنوبيين عند الشاطر بما فيهم نائب رئيس الجمهورية الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وآخرين.
كنا نخبة من الصحافيين العسكريين . ذات يوم اجتمع بنا الشاطر وأذكر من الحاضرين العميد مدين مقباس والعميد عبدالقادر محوري سكرتير صحفي لرئيس الجمهورية حاليا والعقيد مقبل شعفل ومنصور صالح محمد القيادي الإعلامي الحالي في الإنتقالي والأخير لم تطاله الإجراءات القاسية بحكم علاقته الطبية بعبدوه بورجي الذي اختاره لاحقاً ضمن اللجنة الإعلامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل
في ذلك اليوم قال الشاطر علي منصور مقراط انهض فنهضت . وسألني أنت نشرت في صحيفة الثوري أننا صادرنا راتبك لأربعة أشهر . أنت مع من تشتغل أعرف أنك أنت كنت تحرر معظم صحيفة الراية واليوم لاتعمل إلا بالتكاليف .
واضاف إيش إللي براسك نحن احرقنا الحزب الاشتراكي اليمني وسنحرقك أنت وصحيفة الثوري وأنت عليك غياب بزوه السجن .
فطلبت منه أن أوضح قبل ذهابي السجن مع احتجاج طيب من زملائي الحاضرين ومعظمهم احياء .فنفيت أي صلة لي بالعمل لأي جهة ولا لما جيت إلى هنا وبالنسبة لغيابي بضعة أيام استشهاد صهري في صعدة. وكانت حرب دائرة حينها في صعدة وهي كذبه مني فقال خلاص أقعد. كان الشاطر يمسكنا من اليد التي توجعنا وهو الراتب. هناك مسؤولين جنوبيين في الدائرة متعاطفين معنا لكن ليس لهم كلمة عند الشاطر. كنا نتناول الفطور ونتجمع في مكاتب علي قاسم عاطف والفقيد عبيد الحاج وعبدالحكيم طاهر ومحمد عبدالعزيز دون عمل ، بالنسبة لي كنت أكتب في كثير من الصحف للبحث عن الإنتاج الفكري للعيش ولدي علاقات مع كثير من القادة العسكريين على رأسهم المناضل العميد فيصل رجب الله يفك اسره والفقيد صالح الزوعري وايضأ نجل نائب الرئيس آنذاك جلال عبدربه والفقيد المناضل علي شيخ عمر وأحمد غالب الرهوي واخرين.

بعد شهر ونيف استدعانا الشاطر مره أخرى وحاضرنا عن الوطنية والوحدة. وقال ستعودون إلى عدن. حينها لم تتمالك أنفسنا من الفرحة . ولكنه حذرنا من العمل مع جهات انفصالية مشبوهه .. قال الجميع حاضر يافندم. كانت حصيلة رواتبي المصادرة سبعة أشهر رفض الكاتب المالي عبدالقدوس الكميم صرفها. والى الآن عرفت أن بعض زملائي يوشون عليه عند المقربين من الشاطر. ومنهم ضابط لازال في صنعاء يعرفه الجميع لا أحب ذكر اسمه 

 هذا فيض من غيض عن أقسى واسوأ أيام وأشهر وسنوات عشناها نحن الصحافيين العسكريين الجنوبيين مع نظام صنعاء ولو رويتها بتفاصيل أكثر سادخلكم في مآسي واحزان لأ أول ولا آخر لها

تغيرت الأوضاع من العام 2010م وقبلها الحمدلله كنت وزملائي نتمرد على الشاطر أحيانا أو سراً وذهبت لتاسيس بعض الصحف منها صحيفة أبين وايضأ صحيفة لحج ولاحقاً صحيفة المجد والأخيرة أهليه باسمي وجاء عطر الذكر اللواء محمود الصبيحي الله يفك اسره قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة وكلفت مرافقا اعلامياً معه وتسارعت الأحداث إلى أن تفجرت في العام 2015م بالغزو الجديد للجنوب. لكنه وبدعم التحالف العربي انتصر وتحررت الأرض ولم تتحرر العقول على حد تعبير القائد والمحلل العسكري والسياسي العميد الركن فضل طهشه .

اليوم وبعد تلك السنوات المؤلمة انتصرنا في تحرير المحافظات الجنوبية يعد أن وحدنا الظلم والقهر والاستبداد والتنكيل والاقصاء من نظام صالح الله يرحمه وبوحدتنا انتصرنا وهو كلام مكرر ، لكن الكارثه ونحن نتخبط في البحث عن بصيص أمل لتقرير مصيرنا والبحث في العالم الخارجي لاستعادة الدولة المخطوفه.

دخلنا النفق المظلم الذي لم نتوقعه ولم يكن في الحسبان. عندما استجبنا لنزواتنا واعدنا إلى إنتاج مآسي الماضي بتفجير الحروب والصراعات الدموية الثلاثة ، تقاتلنا وسفكنا الدماء وازهقنا الأرواح بشكل مناطقي عنصري وشردنا أهلنا وقياداتنا من جديد وعادنا بلا دولة ولم يعترف بنا جندي إماراتي اوسعودي او صومالي،
لكن ومع كل ذلك لن اخبط الشعب وعقلائه ونخبه المحترمة وأقول الأمل باقي بالسمو فوق الجروح واستعادة وحدة الشعب الجنوبي. اما الوحدة اليمنية فمن الطبيعي انتهت بشكلها السابق وإلى الأبد حتى وإن احتلنا الحوثيين من جديد بالقوة فهي انتهت من نفوس السواد الأعظم من الجنوبيين حتى أخوانا في الجيش الوطني الذين احتفلوا أمس في جحين بالذكرى ال31 لقيام الوحدة اليمنية 22مايو ، احتفلوا كردة فعل مكرهين بعد أن تم اجتياح معسكراتهم وطردهم من عدن بقوة السلاح الأجنبي وبات لهم عامين لايدخلون بيوتهم في عدن وبعضهم تم انتهاك حرمات بيوتهم ونهبها وقتل بعض حراسها مثل عبدالله الصبيحي وناصر العنبوري وآخرين وماذا تتوقع من ردة فعل كهذا السلوك.

ليس كل قيادات ومناصري الانتقالي مع الجنوب ولايبحثون عن دولة .كون الكثير تلطخت أيديهم بالدماء والنهب للأراضي والممتلكات والجبايات والفساد الفاضح ويعيشون التخمه كانوا فقراء لايجدون قيمة الإيجارات والقات والغذاء والسيجارة واليوم بين ليلة وضحاها صاروا يمتلكون الفلل والأموال وأفخر السيارات والاطقم والعقارات فمن سألهم من أين لكم هذا وهل تريدون الناس تصدقكم أنكم تناضلون لأجل تقرير مصير الجنوب. المناضل المكافح هو من يعيش وسط الشعب ويلامس حياته ويدرك ان لبوزة ومدرم وعنتر والمجعلي وسالمين وقحطان وفيصل عبداللطيف وعلي ناصر والبيض ومطيع وغيرهم كانوا مناضلين لايمتلكون السيارات ولا قوت يومهم حتى طرد الاستعمار البريطاني ونيل الاستقلال الوطني في ال30من نوفمبر.  ابصم بالعشر ان الذين احتفلوا بعيد الوحدة بعرض عسكري أمثال سند الرهوه والصبيحي وعبدالقادر الجعري وسيف القفيش ومحمد علي جبر ويوسف العاقل وسالم علي لهطل وابومشعل والمرصعة يحبون الجنوب حتى النخاع ويعشقون ترابه حتى العظم وأفضل مئة مره من بعض المتشدقين الانتهازيين في الإنتقالي وما أكثر المنافقين والمزايدين فيه وما أكثر الصادقين فيه وعلى رأسهم رئيسه عيدروس الزبيدي الذي مازال فيه الأمل في مواجهة الكذابين والظلمة باسم الجنوب والذين اساؤا إلى الإنتقالي وحطموا مشروعه الكبير وتقزيمه. مثل مظاهرة الأمس آلتي هتف فيها عشرة أشخاص بإسم الزبيدي والانتقالي وهو بريء منهم في اعتقادي وكأنهم يقولون هذه الرساله للعالم هذا حجم الانتقالي

اخيراً ختصر الكلام لعيدروس الزبيدي وأقول له حاول بكل الطرق الإفلات من الأبواق آلتي بجانبك وتصور لك من هو العدو والخائن والمرتزق والصديق . اخلص نيتك واعتبر نفسك بحجم المشروع واعلن مد يدك إلى أهل أبين وشبوة وغيرهم بالحب والاعتذار والتسامح ولن تخسر شيئا فانت قلت ذات يوم سنحاور الجميع وسنذهب نحاورهم إلى بيوتهم دون ذلك ودون استعادة وحده النسيج الاجتماعي الجنوبي فلا تتكلمون على الجنوب وارفعو أيديكم فانصاف الحلول فاشلة وللحديث بقية
.