كفى مزايدات بأسم الوحدة اليمنية ونظام صالح

كفى مزايدات بأسم الوحدة اليمنية ونظام صالح .
كفاكم نفاق يامن تدعوا بأن الوحدة اليمنية اوقفت الحرب في الجنوب .
فماذا تعرفوا عن نظام الامن السياسي والاعتقالات وتكميم الافواه في عهد الوحدة اليمنية ؟
ماذا تعرفوا عن عدن وانتم لم تستقروا بها إلا بعدما اشتد عودكم وبلغتم سن الرشد ؟
ماذا تعرفوا عن عدن الذي ولد فيها جدي وعاش ومات ودفن فيها ؟
ماذا تعرفوا عنها مثلما يعرف عنها ابي الذي ولد وعاش ومات ودفن فيها ولم يعرف هو وابوه وجده محافظة من محافظات الجمهورية اليمنية غير محافظة عدن ؟
ماذا تعرفوا عنها لتتحدثوا عن نظام صالح واحترامه لحقوق الإنسان وهو يقمع حرية الصحافة اما بالزج في السجون او النفي خارج الوطن ؟
لايدافع عن الوحدة اليمنية إلآ من كان مهان قبلها ووجد فيها الخلاص لينتقم من عدن واهلها الكرام والذين يشكلون له عقدة بالنقص .
لو تركوا لعدن لأهلها يحكموها ويستثمروا خيرها لكانوا اليوم اغنى شعوب العالم .
ولكن الوحدة اعلنت لتقاسم الثروة والسلطه فيما بينهم البين على حساب الشعب في الشمال والجنوب ، وعندما اختلفت المصالح قرروا فك الارتباط والشعب وحده من دفع الثمن .
لم تنجح الوحدة اليمنية يوما .
 ومن يقول غير ذلك فهو منافق وغرضه المكايدات السياسيه لااقل ولااكثر .
ومعظم من في الساحه اليوم هم ابواق مأجورة فقط ينفذوا مايملي عليهم مقابل حفنه من الاموال او تسوية وضعهم الاجتماعي .

ولاننكر بأن منذ خروج بريطانيا من الجنوب ، ماشافت عدن الخير حتى يومنا هذا ، ولكن لانستطيع ان ننكر بأن الشطر الشمالي من اليمن كذلك ماشاف الخير مع اي رئيس حكمه ليومنا هذا سوى المنتفعين من الانظمه السابقه وحاشيتهم واقاربهم وابواقهم المأجوره .
لذلك من الطبيعي ان يدافع الانسان عن ولي نعمته طالما وجد معاه النعمه بعد ماكان جائع وحافي القدمين اصبح كرشه يتقدم ذقنه وصارت اقدامه ترتدي الشراب قبل الحذاء وعرف يختار ربطة العنق مع الشميز والجاكت بعد ماكان يرتدي قميص واحد طيلة السنه ويغيره في عيد الفطر والاضحى !
كفاكم رياء ونفاق غدا ستقفون بيد يدي الرحمن ليسألكم ماالذي قدمتوه في حياتكم ؟
فأنا احدى بنات عدن ابا عن جد ، وعاصرت كل مراحلها منذ ولادتي في مطلع السبعينات وحتى خروجي منها في التسعينات بعد اعلان الوحدة العظيمة التي لم تحترم حقوق الإنسان وحرية الصحافة ..
فأنا احدى المتضررين من نظام علي عبدالله صالح والذي كان يقمع حرية التعبير واصدر ضدي حكم بالسجن لمجرد نشر تحقيقات صحفية حول ظاهرة إنتشار المخدرات والتي كانت رسالتي لمناقشة الماجستير وكنت انشرها عبر صحيفة الايام بزمن الاستاذ الغالي رحمة الله عليه :
( هشام باشراحيل )
والذي اصدر نظام صالح قرار بإغلاق صحيفته ووضعه تحت الإقامة الجبرية ولم يعمل إعتبار لسنه ومكانته الإجتماعية ووضعه الصحي الذي تدهور وهو مانع عليه الاطباء من زيارته ولم يقبل اي مناشدات من اي جهة حتى تدخلت في اخر الامر منظمة اطباء بلاحدود وانا شاهدة ومعاصرة لتلك الأحداث لحظة بلحظة .
ومنذ ذلك الحين وانا اعيش في سويسرا قرابة ال25 سنه ولم اعود لوطني ومسقط راسي في عدن سوى مؤخرا بعد مافقدت اعز اهلي واحبابي وحرمت من رؤيتهم او حتى القاء نظرة وداع قبل دفنهم بسبب نظام صالح والوحدة اليمنية التي يتغنى بها اليوم المستفيدين منها والتي تحسنت اوضاعهم عندما جاعت شعوبهم .
ولكن الله يمهل ولايهمل ولاتحسبن الله غافلا عما يعمله الظالمون .

ذكرى العراسي
22 مايو 2021