آخر تحديث :الجمعة-19 أبريل 2024-07:45ص

أعلنوا خروج المدينة عن الجاهزية

السبت - 22 مايو 2021 - الساعة 02:08 م

د. مروان هائل عبدالمولى
بقلم: د. مروان هائل عبدالمولى
- ارشيف الكاتب


أتابع كمواطن عن كثب المعلومات الواردة في وسائل الإعلام ومصادر الإنترنت حول الوضع الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الحالي لمدينة عدن الساحلية ، التي أنهكتها أيادي عابثة تسخر من  المواطن بشكل شبه يومي ، وصل العبث والسخرية فيها الى تكرار يومي  لعبارة خروج محطة الكهرباء عن "  الجاهزية" حتى أضحت هذه الكلمات على صدر الصحف والمواقع الاخبارية اليومية مثل " السلام عليكم " ، مع ان هناك حالات كثيرة خارجة عن الجاهزية في عدن لا تذكر ، مثل اسعار المواد الغذائية والادوية المزورة والمهربة والرواتب  قنوات مجاري الصرف الصحي  وأسعار المشتقات النفطية والغاز  ، صرف العملة.....الخ.

بعض الأمور المؤلمة التي  تقلق غالبية السكان في عدن يجب  التعبير عنها بشجاعة بعيداً عن التسويف والكذب ومن خلال تحديد الجاني ومعاقبته دون خوف أو محاباة  ، فالخدمات في المدينة اليوم تنهار الواحدة تلو الاخرى وامام اعين الجميع  و " أوصياء المدينة " الجدد  ومن يقف خلفهم لا يستطيعون رؤية هذا الوضع  او ربما فهمه ؟ لان أكثريتهم  من خارجها والآن في نعيم ولا يشعرون بحياة الجحيم التي يعيشها المواطن كل يوم وعلى مدار 24 ساعة.

أداء المدينة في مؤشر العمل والحياة  الحضرية صفر ، وهناك انخفاض واضح للمعيشة بشكل عام ، بسبب التوازن السيئ بين الدخل وتكلفة المعيشة والحروب وانتشار الفساد وانقطاعات طويلة للكهرباء والماء، اضف عليها المنغصات اليومية  من ارتفاع الأسعار اليومية  للمواد الغذائية وانتشار المخدرات  والطرقات المدمرة و فيروس كورونا وسعر قرص الروتي  الذي يرتفع كل شهر وغالبية السكان من مدني وعسكري  بدون رواتب.

تحلوا يا هؤلاء بالشجاعة واعلنوا المدينة بأكملها " خارج الجاهزية " ، وانها اصبحت اتعس من قرية ، تحاصرها القمامة وسوء  الأحوال الصحية والبيئة والفساد  ...الخ، اعلنوا  ان الكهرباء والماء والميناء  خارج الجاهزية وان الحكومة لا حول لها ولا قوة  وأن السلطة القضائية  خارج الجاهزية ، اعلنوا ان الطرقات ليست للسيارات بل لعربات الحمير والجمال التي تملئ شوارع عدن ، اعلنوا المدينة غير صالحة للسكن ليس بسبب جغرافيتها وسواحلها النادرة، بل لأنها أضحت مرتعاً لفوضى قلة من العابثين  من مدنيين وعسكر عبر الاطقم العسكرية وناهبي الاراضي وتجار المخدرات.

أعلنوا أن الصراعات و الفساد وحرب الخدمات وعدم الاستقرار السياسي في عدن  حولتها الى مدينة طاردة لسكانها بعد إرهابهم وافقارهم المنظم ، اعلنوا ان عدن بمطارها ومينائها البحري وبنيتها التحتية والسكن والنقل والطعام والشراب والتعليم تتعرض للدمار الممنهج، تمهيدا لواقع جديد بملامح غير معهودة على الصعيد الديمغرافي والعمراني لعدن و لصالح اطراف لها مصالح خاصة من استمرار الوضع المزري  الراهن الخدماتي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي.