آخر تحديث :الأربعاء-24 أبريل 2024-06:59ص

أيام وحدوية وانفصالية

السبت - 22 مايو 2021 - الساعة 01:02 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


في مثل هذا اليوم 22 مايو من العام 1990م الساعة الثانية عشرة ظهرا رفع الرئيسان علي سالم البيض وعلي عبدالله صالح علم الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية في مدينة عدن ، وحين خرج علي عبدالله صالح إلى كريتر حاولت جماهير الشعب اليمني في عدن ان تحمل الرئيس صالح مع سيارته على الأعناق من شدة الفرح والحب في تلك اللحظة التاريخية الفارقة

شخصياً كنت في عدن ولم نستطع التنقل والحصول على المواصلات من الباصات المجري إلا بصعوبة بسبب الازدحام بالكتل البشرية من الناس التي جاءت من كل حدباً وصوب تعبيرأ عن بهجتها بهذا الحدث العظيم

لاحديث ولاكلام إلا عن الوحدة أجبر اليمنيين أنظار العالم أن تتجه إلى عدن وانهالت برقيات التهاني والتبريكات من رؤساء وزعماء الدول للرئيسين البيض وصالح

قال لي شقيقي الدكتور ناصر مقراط الذي كان معلماً في ثانوية يافع رصد في ذلك اليوم اقيم مهرجان ضخم في عاصمة المديرية أنه كان يتصور لو أن شخص تكلم عن الوحدة سيتم اعدامه مباشرةً مع التعزير دون محاكمة ، وتعرف أصحابنا تقدميين ومتقدمين أكثر من غيرهم

وروى لي صديقي وزميلي حسين صالح الصهيبي الشمالي وكان صف ضابط واليوم مقدم انه كان مسؤولاً عن التلفزيون في معسكر بئر احمد وحدث أن تأخر في البراق السكن نصف ساعة والمفتاح معه وعند وصوله لفتح التلفاز والجند متجمعين منتظرين مشاهدة الحدث انتزع منه ضابطي الميدان والواجب المفتاح وشغلا التلفاز وتم نقله للتحقيق والحبس ووجهت له تهمه التآمر على الوحدة وبالحول والقوة تم الإفراج عنه.
وفي صحيفة الراية العسكرية التي أعمل فيها وتصدر عن جيش دولة الجنوب آنذاك حين أعمل مقابلات وانطباعات وحدوية مع القادة والضباط يشترط ذكر اسم الضابط المنتمي إلى شمال اليمن قبل جنوبه.

يقيناً كنا منساقين ومهرولين إلى صنعاء بجنون.

سافرت إلى صنعاء بعد يوم من الوحدة اليمنية وذهبت إلى مقر التوجيه السياسي والمعنوي والتقيت بالعميد ألدكتور حسين علي حسن مدير الدائرة والعميد علي الشاطر مدير دائرة الصحافة والطباعة والنشر ونائبه العميد يحي عبدالله بن عبدالله ووجدت مبانيها وطابعها تقليديه قديمة وهنالك مفرج لتناول القات كان عبده بورجي وهو مدير صحيفة 26سبتمبر وسكرتير صحفي لرئيس صالح شبه فقير وعنده سيارة صغيرة مكسره تعطل في الشوارع وفي غضون اقل من خمس سنوات صارت مباني دائرة التوجيه المعنوي من أضخم المباني وصار عبده بورجي يمتلك أفخر السيارات أما الشاطر وغيره حدث ولاحرج .

بعد أشهر تغيرت المعاملة وتبددت فرحة الجنوبيين بالوحدة ورغم حصولهم على الفتات من الريالات أبو خمسة ريالات أكثرها تلك الأيام وإيجارات وسيارات عادية إلا أنهم يتعرضون للهيانة والانتقاص داخل العاصمة صنعاء من قبل بعض من أبناء المحافظات الشمالية وأقصد المسؤولين المتنفذين .قبل أن يتم إقصاء وتهميش وهيانة البعض.

تقلصت نسبة النزق والتهور صوب الوحدة وتفجرت حرب صيف 94 التي اجتاح فيها الشمال الجنوب وشرد قياداته وكوادره وازدادت معاناة الناس وامعن النظام في الظلم والاقصاء.
كره الجنوبيين الوحده أشد كرهاً التي احبوها من الاعماق.
وكما قال العميد فضل طهشة لم يجد الجنوبيين عقلية وحدوية في الشمال ، استدرجوا إلى الفخ 
عموماً الحديث يطول لكن نحن اليوم وبعد حرب 2015 وتحرير المحافظات الجنوبية.
حسناً تحررت من جحافل الغزو والعدوان الحوثيين وبدعم التحالف العربي بعد أن توحد الجنوبيين وصاروا في خندق الدفاع عن عدن والجنوب وقال الشهيد أحمد سيف اليافعي عبارته الشهيرة : لقد كان عنوان هذا الانتصار وحدتنا عندما كان المقاتلون في المتارس لايسالون بعضهم البعض من أي قبيلة أو منطقة هم او لاي حزب ينتمون. علينا ان نسجل جميعاً أنه عندما كان الوطن عنواناً والحرية هدفنا انتصرنا.
انتهى كلام الشهيد أو منيف.وقال ذلك وهو يدرك أن الجنوبيين سيفكون ارتباط بعضهم البعض .من واقع تجربته الطويلة.بالفعل كنا موحدين وحدنا ظلم نظام الوحدة .
قال اللواء أحمد البصر في تلك السنوات المريرة حينما يلتقي الجنوبيين في لوكنده من عدن وأبين والضالع ويافع وحضرموت وشبوة والصبيحة وردفان والمهرة يتجمعون ويشكون لبعضهم كل معاناتهم ولاي سبب طلع صنعاء
وماذا بعد انتصر الجنوبيين مؤقتاً وقبل أن يخططون لاستعادة الدولة فجروا حروب ضد بعضهم في يناير 2018وفي اغسطس 2019وفي مايو 2020م ، انقسم الجنوب وانفصلوا عن بعضهم اليوم أبين وشبوة وحضرموت وإلى المهرة وسقطرى منفصلة وعدن ولحج منفصلة . هذه آثار الحرب الداخلية أي جنوب يعود في ظل هذا الانقسام .
 باختصار لانكابر في الامعان على الظلم والاقصاء والتخوين وندرس ماحدث بشجاعة ومعالجة اثار الحرب وجبر الضرر لاتغالطون الناس أن الجنوب موحد وتسامحوا ، الناس تدرك الفجوة الحاصلة ومازال هناك من يحرض على مزيد من الكراهية والدم ، وعلى الانتقالي والشرعية الجنوبية أن يقفون بمسؤولية لاعاة لم الشمل وتوقيع وثيقة شراكة وتعايش وسلام دون وصاية لن تأتي الإمارات والسعودية بالجنوب ، وان لم نستعيد وحده النسيج الاجتماعي سيتم ابتلاعنا وسيصمت محمد النقيب وغيره عن التحريض والتخوين ووصف جنوبيي الشرعية بالاجونج والقاعدة والإرهاب سيصمت النقيب وغيره وإلى الأبد..
سياتي من يحتلك وتسلمة الطقم والهيلوكس الدبل في أقرب نقطة أن لم تتغير لغة خطابك انت وغيرك ممن يفتكرون بعقليتهم النزقة يدافعون عن الجنوب وهم يقطعون نسيجة اوصال واشلاء

 لدي ثقة أن العقلاء يدركون المخاطر القادمة وأن تتغير لغة الاستقواء والتعالي والتواضع من أجل السلام والإخاء والمحبه والله المستعان