آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-12:26ص

في رثاء القائد الوالد أبا جياب السعدي

الأربعاء - 19 مايو 2021 - الساعة 01:35 م

وجدي السعدي
بقلم: وجدي السعدي
- ارشيف الكاتب


عندما يرحل العظماء 
تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين. 
عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، 

وبرحيلهم 
ثقيلة هي الكلمات على اللسان، لترثي بها احد هامات الشعب وفرسان ثورته الاشاوس ، أحد اللذين رسموا بأعينهم راية الحرية والانعتاق واشواقآ تواقه إلى النور  ...

قبل أيام رحل عنا احد الرجال اللذين صنعوا تاريخ الثورة الجنوبية واحد اهم مراحل النضال السلمي خلال أكثر من عقد من الزمان، أحد اللذين ظلوا متمسكين بطهر ونقاء المناضلين الى اخر وهله في حياتهم ..

رحل احد الرجال الذين ضحوا بكل غالٍ ونفيس من اجل وطن يسوده الامن والسلام والرخاء ..

رحل القائد المناضل علي محمد السعدي (أبا جياب) بكل هدوء مخلفآ من وراءه تاريخ ناصع البياض وترك في قلوبنا حزن والم على فراقه وهذه هي سنة الحياة التي علمتنا ان مثل هؤلاء الرجال لا يموتون بل يرحلون عنا اجساداً وتبقى ريحتهم العاطرة تفوح بعبق تاريخهم النضالي الفواح في القلوب والعقول ، اينما ظلوا وأمسوا وعاشوا،

كيف يمكن لي أن أمتلك بعضا من الشجاعة والجرأة في رثاء قائد وعسكري عنيد وشجاع ورجل المواقف البطوليه ؟
 بينما أمطار الحزن تغطي الوجه ... ــ وكيف يستطيع القلم ان يكتب الحروف والكلمات رثاءً لواحدٍ من أروع وأعظم القادة الجنوبيين الثوريين الذين عرفناهم ، وهو بالنسبة لي صاحب المكانة العالية والقدر الرفيع، فكيف يستطيع قلمي رثاء هذا القائد الجميل ؟
 رغم ايماني المطلق بالله العلي العظيم ، وايماني المطلق بالقضاء والقدر ، وبأن الموت حق على كل انسان ، بل وعلى كل مخلوقات الله سبحانه وتعالى ، وأن الأجل محتوم ، وأننا جميعا على موعد ما مع الرحيل عن وجه هذه الدنيا الفانية ، إلا أنني كما لوكنت طفلا تعلق كثيرا بوالده المحبوب ، لايريد عقلي الباطن أن يصدق أن ابا جياب الرائع والمتألق والمبدع والمشاكس والمتمرد والثائر والعنيد وصاحب الحضور القوي والمؤثر رحل عن هذه الدنيا ، وتركنا نغوص في ظلمات المرحلة الأشد تعقيدا وصعوبة وآلما واسىً وفرقة وشرذمة ، ولا نملك أمام هذا البحر الهائج من الحزن والآسى ، الا أن نقول ما امرنا به الله تعالى ورسوله الكريم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عند وقوع المصائب :
 إنا لله وإنا اليه راجعون ...


وجدي السعدي