آخر تحديث :السبت-20 أبريل 2024-09:10ص

علي السعدي .. قهري عليك يا اشجع وأطهر الرجال الأحرار

الأحد - 16 مايو 2021 - الساعة 11:09 م

علي منصور مقراط
بقلم: علي منصور مقراط
- ارشيف الكاتب


رحل الذين احبهم وبقيت مثل السيف وحيداً .

نعم رحل الذين احبهم شخصياً كما أحبهم معظم أبناء الجنوب الأوفياء

عميد الثورة الجنوبية علي السعدي في ذمة الله
لمحت الخبر انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي قبل وسائل الإعلام قرأت ذلك بعد ظهر الجمعة متاخراً لاني في أبين أقضي إجازة العيد في باتيس وهناك النت شبه انقطاع لخدمات النت. جاء النباء الصادم كالصاعقة وأكثر.
مات الرجل العظيم الصديق الصادق ياقهري عليك يابو جياب دون وداع اوسابق انذار.
لم اجده يوماً يشكو من مشاكل صحية ، ولم أسمع بمرضه.
تواصلي فيه لم ينقطع بالهاتف أو الواتساب .
كنت أحول له بعض ما أكتبه ويعلق عليها ، لكن لاحظت منذ منتصف شهر رمضان لم يعد يعلق أو يفتح الواتساب ، وكنت اتوقع أنه مشغول أو خلد للراحة في الشهر الكريم.
قبل شهر رمضان بمده دعاني لتناول وجبة الغداء في منزله وكان حاضراً القبطان محمد سيف جبران والشيخ صالح ناصر الزهر واخرين ومن يعرف أبو جياب بكرمه ولطفه وسماحته ومواقفه المشرفة يتمنى أن نمتلك في الجنوب نخبه من فصيلته ..

فاجعة وفاة العميد علي السعدي وفي وقت مبكر والوطن بأمس الحاجة إليه وقبله المناضل الوطني السياسي الجنوبي أمين صالح افقدتنا كثير من الآمال في إصلاح وترميم المشهد الجنوبي ، هؤلاء الرجال الشرفاء المعتدلين في تعاطيهم مع قضايا الوطن المصيريه مستحيل ان نبحث رموز لتعويضهم على المدى القريب.

حقيقه عاجز عن التعبير عن فقيدنا البطل فقيد الوطن وعميد ثورة نضال الشعب الجنوبي .. رحيله خسارة كبيرة جداً ..
اوجعني غيابه عنا وفراقة صعب ، لعمري لم اجد رجل بشجاعته ووضوحه وصدقه إلا القليل جداً في في هذا الزمن .

لقد رحل عنا ونحن بعيد في أبين حتى حين سارعت اليوم من أبين لحضور مجلس العزاء ذهبت والعميد عبدالكريم قاسم شائف العيسائي إلى قاعة تاج بالمنصورة ووجدناها مسكره ، رغم الإعلان أستمر العزاء اليوم الأحد.

من لايعرف الفقيد من هذا الجيل التائه الذي ينساق بعضه على السراب والوهم فابو الشهيد جياب اكبر مظلوم في الجنوب وأكبر مناضل في بناء دولة الجنوب آنذاك وفي الحركة الوطنية الجنوبية الذي كان من طلائعها الأولى ، وتعرض للسجن لسنوات والمحاكمة واختطف من عدن إلى صنعاء معصوب العينين ومكبل بالقيود.

علي السعدي عندما نقول إنه من مؤسسي دولة الجنوب وجيش دولة الجنوب لانصطنع له شهادة وهم بعد وفاته ، بل هو خريج الدفعة الثانية كلية عسكرية مع خيرة قادة الجيش والدولة من زملائه في الدفعة ذاتها الذين تخرجوا مطلع سبعينيات القرن الماضي سالم قطن وبدر السنيدي ومحمد راجح لبوزه وعلي قاسم طالب وصالح علي حسن وناصر النوبه وفضل حسن وعوض السنيدي وصالح علي ناصر وعلي ناجي عبيد وناصر عبدالرب وقاسم حسين الغزالي ومحمد علي الجحافي وسالم علي لهطل وطمبح وآخرين من الطبقة القيادية لضباط جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية

ومايؤسف أن هذا القائد العصامي الشريف مات ولم يحصل حتى على أبسط حقوقه المشروعة من تسوية راتبه حيث أحيل إلى التقاعد برتبه عميد وراتبه مازال زهيد لايتجاوز 80 الف ريال رغم صدور قرار جمهوري بتسويته وبعض زملائه وفي المناصب القيادية أحيل من الجيش إلى الداخلية شغل مدير أمن لعدد من المديريات ورئيس عمليات أمن محافظة أبين وآخرها مدير امن التواهي.. ظلم اشد ظلم ودفع ثمن مواقفه وهو مقتنع يبتسم ، لم يذهب إلى الشرعية للحصول على منصب والتي وزعت للمراهقين والجهلاء ولم يذهب إلى المجلس الانتقالي عندما اقتنع أنه يسير خارج السرب وتجاوز كل المغريات وبقي في الوسط معتزاً بنفسه وتاريخه النظيف ولم يشكو لاحد ماعاناه وحتى في مرضه حتى لاقى ربه في منزله
وبنشر الخبر المفجع اهتزت مشاعر الناس ونعي الناعي وصدم أصدقائه ومحبيه ورفاق دربه الطويل ، ولم يفيقون حتى الان ومنهم كاتب هذه السطور المؤلمة الحزينه الذي لم يصدق أن علي السعدي مات رغم تسليمنا بما كتب الله وأن الموت حق وكل نفس ذائقة الموت
لروحك السلام يا أبا جياب

وسلام عليك يوم ولدت ويوم ترجلت عن هذه الدنيا الفانية إلى دار البقاء الأبدي
سلام عليك يا صاحبي يوم تبعث حيا
وان العين لتدمع وأن القلب يحزن على فراقك يا أطهر وأشجع وأنبل الرجال