آخر تحديث :الإثنين-13 مايو 2024-12:32م

القضية الفلسطينية وحصان طروادة !

الثلاثاء - 11 مايو 2021 - الساعة 09:32 م

عبدالواسع الفاتكي
بقلم: عبدالواسع الفاتكي
- ارشيف الكاتب


ظلت وماتزال القضية الفلسطينية شماعة للمزايادت ،  وحصان طروادة تنفذ من خلاله الأنظمة العربية ؛ لركوب الشعوب وإذلاها بسوط   الديكتاتورية ، وسلب الحقوق والحريات والعيش الكريم ، الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أن الفلسطينيين هم آخر ما تبقوا من العرب الأقحاح ، الذين يدافعون عن كرامة العرب ، وعن مقدسات الأمة العربية الإسلامية في فلسطين المحتلة ، وأن ما عداهم من العرب حكاما وأنظمة وجماهير ، ومن المسلمين دولا وحكومات وشعوبا  ، بالنسبة للفلسطينيين عبارة عن فضلة لا حاجة لهم بها ، كل ما يقدرون على فعله ، هو الدعاء بهلاك الصهاينة ومن يقف معهم ، وتقديم حفنة من الأموال ؛ لعلاج الجرحى وشراء الأكفان للشهداء ، ومواساة أسرهم ، وفي أحسن الأحوال كفالة الأسر المشردة بمعونات شهرية تغسل عار العرب والمسلمين وعجزهم .

 

قدر فلسطين أنها وجدت في محيط عربي ، تخيلوا معي لو كانت فلسطين في أرض غير عربية ، ويجري لها ما يجري الآن ، هل كانت مأساة أهلها والجرائم المرتكبة في حقهم؟! ستستمر بهذا الشكل ، وإلى اللحظة الراهنة كلا وألف كلا .

 

زعزعت إيران استقرار أربع دول عربية ، وزرعت فيها مليشيات قوضت الأمن ومزقت النسيج الاجتماعي ، وسفكت دم ملايين العرب ، برعاية وإشراف فيلق القدس العظيم ، الذي رأى أن تحرير الأقصى ، يبدأ من إشاعة الفوضى وإسقاط الدول العربية ، في وحل القتل والطائفية والحروب الأهلية ، ومن ثم سيكن الطريق سهلا ومعبدا ؛ لتحرير الأقصى من الناحية الأخرى ،  حكمت الأنظمة العربية الشعوب بالحديد والنار ، فهى تعتقد أن الوقوف مع القضية الفلسطينية ، وإرجاع القدس لأهلها ، لا ينسجم بأي حال من الأحوال ، مع تنمية بلدانهم ، ومع حقوق الشعوب وحريتها وعيشها الكريم .

 

المضحك أن قادة بعض الأحزاب السياسية العربية ،  رأى في تهجير حي الشيخ جراح في القدس ، وجرائم الصهاينة بحق المقدسيين ، فرصة لتسجيل حضور نضالي لهم، وتسجيل نقاط ضد خصومهم في آن واحد ، حتى مآسي الآخرين لا تسلم من مناكفاتهم ، لست في معرض الدفاع عن خصومهم ،  لكنها العقلية السياسية العربية البليدة والمتبلدة ، التي تعمل ليل نهار ، في تفتيت الأواصر وإذكاء روح الصراعات المجتمعية ، خادمة بذلك من حيث تشعر ولا تشعر الصهاينة ، ثم تقدم نفسها متضامنة مع الفلسطينيين ، الذين في غنى عن تضامنهم الإعلامي الخطابي ، الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ، حرروا أنفسكم ومجتمعاتكم من الفساد والظلم ، حرروا عقلياتكم من كهنوت الصراع وتنمية النزاعات  الداخلية ، ابنوا جيلا عربيا ، مخلصا لقيم العدل والمساواة والانتماء للإنسانية ، وقيم الإنتاج والتنمية الشاملة فهو الجيل الذي سيقف مع أهلنا في فلسطين وسيقلب ميزان المعركة لصالحهم ،  بدلا من أن تجعلوه وقودا لكم في معارككم مع بني جلدتكم ، في الوصول للسلطة أو إسقاط الأنظمة الحاكمة لتحلوا محلها ليس إلا .

 

سينتصر الفلسطينيون بعون الله ، ثم بعدالة قضيتهم، ماذا فعلتم لهم سابقا ؟ غير البيانات والاجتماعات ، والحديث عنهم متسولين بأوجاعهم في المحافل الدولية ، بينما أنتم تقرؤون بيانات الشجب والإدانة ، أطفال فلسطين يستهزئون بها ، وأيديهم تقبض حجارة ترابهم الطاهر، يقذفون بها مدرعات وسيارات ودبابات الصهاينة ، غير آبهين بما تنطق أفواهكم ؛ لأنهم يدركون أن ما تنطقونه لا يتعدى حناجركم ، لا تخدشوا عفة وطهر نضال الفلسطينيين بنباحكم ، سينتصرون بدونكم،  فنقطة ضعفهم الوحيدة هي أنتم وأنتم فقط .