آخر تحديث :السبت-11 مايو 2024-01:51ص

هل آن الأوان لإنشاء مجلس عسكري جنوبي ؟

الأربعاء - 19 يونيو 2013 - الساعة 11:23 م

سعدان اليافعي
بقلم: سعدان اليافعي
- ارشيف الكاتب


 

إنشاء المجلس العسكري الجنوبي لن يكون مفاجئة المرحلة القادمة كما تقتضية المرحلة المليئة بالمتغيرات والظروف التي تدعي الى ذلك بل ان انشقاق الجيش في الجمهورية العربية اليمنية يتحتم على احرار الجنوب من جيش التحرير ان يلملم الصفوف ويبذل ويكثف الجهود لتعزيز دورة الوطني النضالي المنظم كجيش حر يدافع عن الثورة الشعبية في الجنوب ويحميها وحماية مكتسباتها والحفاظ على ما تبقى من هياكل منشئات في الوطن وحماية الوطن من مسرحية السقوط التي تتلاعب بها قوى الاحتلال. فقد كان رجالات الجيش الجنوبي السباقين الى تفجير هذه الثورة تحت مسمى جمعيات متقاعدين عسكريين .

 

ان مرحلة الانشقاقات التي تحدثها الجيوش التقليدية في المنطقة التي تحققت بفضلها الثورات بما يعرف الربيع العربي وما سادها من تشكيلات مجالس عسكرية هنا وهناك اعطت الثورة زخم أكبر ونصر مؤزرا لتواصل مسيرتها المنظم باسقاط كل منطقة لتكون تحت سيطرة الثوار وتديرها بقوة في ضل مؤازره ودعم من اطراف خارجية تنشد الحرية لتلك الشعوب .. الوضع في الجنوب اكثر تقدما واكثر نضوجا مقارنة الى سقوط محافظات باكملها من اللادولة بفعل التظاهرات المستمرة للثائرين في الساحات والميادين مما جعل السلطات عاجزة ان تقوم بدورها في ضل رفض الحراك عن مسك زمام الامور بشجاعة لاحكام السيطرة ... فان كان لدينا جيش وكثير من قيادات في المنازل تستطيع ترتيب نفسها كجيش شعبي بامكانياته البسيطة وبدعم التجار والمواطنين يستطيع ان يصمد بقوة ضل تلك القوى التي تحاول جر الجنوب الى مستنقع الارهاب والتطرف .

 

ان الانفتاح الدولي والاقليمي الغير مسبوق على القضية الجنوبية بفعل تلك التضحيات وحتى نطمئن الجميع وتلك القوى الدولية بان ثورتنا بحاجة الى من يحميها ويحمل الرقعة الجغرافية من السقوط في ما يتخوف منه المجتمع الدولي والتي تروج لها سلطات فقدت سيطرتها على تلك الاراضي بعد يئست من امل البقاء في هذا الوطن .. فالخطوط الدولية التي استطاع ابناء الجنوب فتحها مع اكثر من دولة قد تجعل من تلك الدول بعد اطمانئنها بالحفاظ على مصالحها والذي يحتاج الى جيش شعبي جنويي مختص بتلك المهام ولديه القدرة على ذلك بعد  اشراف ودعم مباشر من تلك الدول .

 

قد يفهم القراء من مقالتي هذه اننا نريد ضرب الحراك الجنوبي وجعل ذريعة لسلطات صنعاء لضرب الثورة بقوة فهذا غير صحيح فضرب الحراك هو ترك الامور هكذا كما نعيشها اليوم بسقوط محافظة تلو الاخرى في ضل اتهامات للحراك انه أسقط تلك المحافظات سلميا في ضل تعمد الاحتلال لاسقاطها ادرايا بعض القوى المتطرفة حتى نعجز في المراحلة القادمة من مسك زمامها ويحدث ما نحذر منه ان لم يكن للحراك عمل منظم ولجان شعبية كجيش شعبي يحمي تلك المصالح وستضل ثورتنا سليمة كما انطلقت .